وتائب من ذَنبه مُشفق ... يبكي بكاء الواكفات الهتن
تخاله بَين يَدي ربه ... فِي ظلم اللَّيْل كَمثل الْغُصْن
إِن مهد النَّاس لدنياهم ... شمر فِي تمهيده للجنن
كَأَنَّمَا الأَرْض لَهُ أيكة ... وَهُوَ بهَا قمرية فِي فنن
وصامت فِي قلبه مقول ... بِالذكر لله طَوِيل لسن
ترَاهُ كالأبله فِي ظَاهر ... وَهُوَ من اذكى النَّاس فِيمَا يظنّ
قد نور الله لَهُ قلبه ... بِالذكر فِي السِّرّ لَهُ والعلن
فَإِن يبن بالفكر عَن صَحبه ... فجسمه بَينهم لم يبن
إِن لَغوا جليس لَهُم ... لم يلج اللَّغْو لَهُ فِي أذن
فِي ملكوت الله سُبْحَانَهُ ... تجول ألباب لباب الفطن
فهم خُصُوص الله نَحْو الَّتِي ... من حل فِي جيرتها قد أَمن
سموا بِفضل الله فِي أرضه حَقًا بهم تدرأعنا المحن
ونزهوا الْأَنْفس عَن منزل ... نازله مستوفز للظعن
وسمروا الْخَيل ليَوْم بِهِ ... ينكب من يركب فَوق الهجن
فليتني كنت لَهُم خَادِمًا ... وليتني إِذْ لم أكن لم أكن
وَمن سواهُم فرجال رجوا ... أَن يعبروا الْبَحْر بِغَيْر السفن
وَإِنَّمَا قصر بِي عَنْهُم ... حبي لدار ملئت بالفتن
1 / 94