وَقل لي يَا نصيح لأَنْت أولى ... بنصحك لَو بعقلك قد نظرتا
تقطعني على التَّفْرِيط لوما ... وبالتفريط دهرك قد قطعتا
وَفِي صغري تخوفني المنايا ... وَمَا تجْرِي ببالك حِين شختا
وَكنت مَعَ الصِّبَا أهْدى سَبِيلا ... فَمَا لَك بعد شيبك قد نكستا
وَهَا أَنا لم أخض بَحر الْخَطَايَا ... كَمَا قد خضته حَتَّى غرقتا
وَلم أشْرب حميا أم دفر ... وَأَنت شربتها حَتَّى سكرتا
وَلم أحلل بواد فِيهِ ظلم ... وَأَنت حللت فِيهِ وانهملتا
وَلم أنشأبعصر فِيهِ نفع ... وَأَنت نشأت فِيهِ وَمَا انتفعتا
وَقد صاحبت أعلاما كبارًا ... وَلم أرك اقتديت بِمن صحبتا
وناداك الْكتاب فَلم تجبه ... ونهنهك المشيب فَمَا انتبهتا
ليقبح بالفتى فعل التصابي ... وأقبح مِنْهُ شيخ قد تفتى
فَأَنت أَحَق بالتفنيد مني ... وَلَو سكت الْمُسِيء لما نطقتا
ونفسك ذمّ لَا تذمم سواهَا ... بِعَيْب فَهِيَ أَجْدَر من ذممتا
1 / 30