فلكم أروح وأغتدي فِي غمرة ... مترددا فِيهَا كَمثل الحائر
وَأرى شَبَابِي ظَاعِنًا فِي عَسْكَر ... عني وشيبي وافدا بعساكر
فغدت مظفرة عَليّ وَلم تزل ... قدما معلاة قداح الظافر
وَلَقَد رَأَيْت من الزَّمَان عجائبا ... جربتها بمواردي ومصادري
فَوجدت إخْوَان الصَّفَا بزعمهم ... يلقاك أمحضهم بِعرْض سابري
ولر بِمَا قد شَذَّ مِنْهُم نَادِر ... وأصولنا أَن لَا قِيَاس بنادر
وَإِذا نبا بِي منزل أَو رانبي ... صفقت عَنهُ كالعقاب الكاسر
فأجوب أَرضًا سهلها كحزونها ... عِنْدِي وَأول قطرها كالآخر
وَلَقَد عجبت لمُؤْمِن فِي شدقه ... جرس كناقوس ببيعة كَافِر
لسن يهينم دائبا وَلما يرى ... أَن اللِّسَان كَمثل لَيْث هاصر
وَلَو أنني أَدْعُو الْكَلَام أجابني ... كاجابة المأسور دَعْوَة آسر
لَكِن رَأَيْت نَبينَا قد عابه ... من كل ثرثار وأشدق شَاعِر
فَصمت إِلَّا عَن تقى ولربما ... قذفت بحار قريحتي بجواهر
1 / 76