يحدثه، ويكثر من قوله: (أبي ﵀ فقال له الربيع: لا تكثر الترحم على أبيك بحضرة أمير المؤمنين. فقال له: لا ألومك؛ فإنك لم تذق حلاوة الآباء.

فتبسم المنصور، وقال: هذا جزاء من تعرض لبني هاشم (١) .

١١ - ومن البارين بوالديهم بندار المحدث، قال عنه الذهبي: " جمع حديث البصرة، ولم يرحل، برا بأمه " (٢) .

قال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي: " سمعت بندارا يقول: أردت الخروج - يعني الرحلة لطلب العلم - فمنعتني أمي، فأطعتها، فبورك لي فيه " (٣) .

١٢ - وقال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال: خرجت أطلب أعق الناس وأبر الناس، فكنت أطوف بالأحياء، حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو لا تطيقه الإبل، في الهاجرة والحر الشديد، وخلفه شاب في

(١) بر الوالدين، للحناوي، ص ٩٨، نقلا عن: محاضرت الأدباء ومحاورات الشعراء، ١/ ٢٠٣.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٢/ ١٤٤. وانظر: ترجمة بندار في السير ١٢ - ١٤٩.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٢.