Discussions on Creed in Surah Az-Zumar
مباحث العقيدة في سورة الزمر
Yayıncı
مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٥هـ/١٩٩٥م
Türler
أن مذهبهم التفويض في المعنى، وإنما معنى هذه العبارة هو ما قررنا هنا، والعلم لله - تعالى ـ.
ثم إن صفة اليدين ضلت فيها طوائف مختلفة كالمشبهة والمعتزلة والأشعرية.
أولًا: المشبهة:
أما المشبهة: أتباع محمد بن كرام السجستاني فقد زعموا: أن يدي الله - تعالى - جارحتان وعضوان فيهما كفان وأصابع ككفي الإنسان وأصابعه١.
وهذا الزعم باطل شرعًا وعقلًا.
أما شرعًا فقد قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُْ﴾ ٢. ومعنى الآية: أن الله - تعالى - لا يشبه شيئًا من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه فصفات الباري - سبحانه - كلها خلاف صفات المخلوقين فهو - سبحانه - مباين لخلقه له يدان لا كأيدي المخلوقين، وله قدرة لا كقدرة المخلوقين، وله بصر لا كبصر المخلوقين وقال تعالى: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لله الأَمْثَالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ ٣. قال ابن كثير: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لله الأَمْثَالَ﴾ أي: لا تجعلوا له أندادًا وأشباهًا وأمثالًا٤ فالمشبهة عندما يزعمون أن يدي الله كأيديهم وسمعه كسمعهم وغير ذلك فقد جعلوا لله أمثالًا وأشباهًا - تعالى الله - عما يقولون علوًا كبيرًا.
وقال تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ ٥ يعني هل تعلم - للرب - مثلًا أو شبيهًا وقال تعالى: ﴿وَلله الْمَثَلُ الأَعْلَى﴾ ٦ وهذه الآية أثبتت الكمال المطلق لله - تعالى - من جميع الوجوه والمشبهة ساووه بالناقصات - تعالى - وتقدس عن قولهم علوًا كبيرًا.
١- الفرق بين الفرق ص٢١٥ وما بعدها، الملل والنحل ١/١٠٥، ١٠٨ وما بعدها وأصول الدين للبغدادي ص١١٠ لوامع الأنوار البهية ١/٩١.
٢- سورة الشورى آية: ١١.
٣- سورة النحل آية: ٧٤.
٤- تفسير القرآن العظيم: ٢/٢١٢.
٥- سورة مريم آية: ٦٥.
٦- سورة النحل آية: ٦٠.
1 / 169