قوله في السورة التي يذكر فيها الأنعام { وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات }(الأنعام:141) يعني: أنشأ منها المعروش , والكروم , وما يعرش من نحوه, وغير معروش .{ والنخل والزرع مختلفا أكله } إلى قوله { وآتوا حقه يوم حصاده } يقول: أعطوا الزكاة والحب والثمار يوم كيله , والزبيب والعصير , قال : نزلت هذه الآية بمكة , فكان المسلون يعطون زكاة الحب , والثمار شيئا غير مؤقت , فنزلت آية الزكاة بالمدينة , فصار ما كان يعطون غير مؤقت منسوخا, فبين أمر الزكاة فيما كان في حرث بعلا أو سيحا فبلغ الطعام ثلاثمائة صاع يوم كيله في نوع واحد , خمسة أحمال ففيها العشر , فإن نقص من ثلاثمائة صاع فليس فيه شيء إلا أن يشاء صاحبه أن يعطى شيئا .
وإن زاد ففي كل عشرة واحد , فهذا مما تسقيه الأنهار وتسقيه السماء , وإن كان مما يسقى بالسواني والرشاء والنواضح ,ففيه نصف العشر من كل عشرين, واحد. وليس في الصدقات خرص .
وذكروا عن عمر بن الخطاب , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"والتمر إذا بلغ خمسة أو ساق عند صرامه, ففيه العشر , وإن نقص فليس فيه شيء , وإن زاد على خمسة أو ساق ,ففي كل عشرة واحد ,وكذلك في العنب , ويخرص العنب كما يخرص التمر".
قال أبو الحواري : لا يوجد في هذا الموضع من يخرص العنب ./
Sayfa 32