Batı Felsefesi Üzerine Felsefi Çalışmalar (İkinci Kısım): Modern ve Çağdaş Batı Felsefesi
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Türler
والسؤال الآن بالنسبة لإسبانيا: إلى أي عالم تنتسب؟ إلى العالم الأول كفرنسا وإنكلترا وألمانيا واليابان وأمريكا وروسيا، أم إلى العالم الثالث ومجموع شعوب القارات الثلاث، أم إلى العالم الثاني ومجموعة البلاد المصنعة حديثا مثل كوريا الجنوبية وتايوان وهونغ كونغ وسنغافورة، أم إلى العالم الرابع، أثيوبيا وتشاد الذي يئن من أخطار المجاعة والقحط أو الذي يعيش تحت مستوى خط الفقر؟ واضح أن أورتيجا يعتبر إسبانيا بلدا أوروبيا ينطبق عليه ما ينطبق على ألمانيا وفرنسا وإنكلترا وسائر البلاد الأوروبية. لم يتحدث أورتيجا عن خصوصية البحر المتوسط وقرب شاطئيه الشمالي والجنوبي كما فعل فرناند بروديل
F. Braudel
فلربما وجد إسبانيا هناك كحلقة اتصال بين الشاطئين؛ الشمال والجنوب.
وختاما، ما هي الدلالة السياسية لكتاب أورتيجا «ثورة الجماهير»؟ في حقيقة الأمر يظل الكتاب محيرا ومثيرا بعض التساؤلات والاشتباهات التي يصعب الإجابة عليها. هل القصد هو نقد جماهيرية القرن الماضي وثوراته دفاعا عن فردية هذا القرن؟ هل القصد هو نقد الماركسية دفاعا عن الديمقراطية الليبرالية؟ هل القصد هو النقد المبطن للاشتراكية دفاعا عن الرأسمالية؟ هل ثورة الجماهير ضد ذاتها أم ضد الآخر؟ هل هي مفهوم إيجابي أم مفهوم سلبي؟ هل هو حكم واقع أم حكم قيمة؟ ألم يفصل أورتيجا بين السياسة والاقتصاد وجعل كل تحليلاته سياسية أكثر منها اقتصادية بل في الفلسفة السياسية أكثر منها في النظم السياسية؟ هل هناك طبقات بشرية أم طبقات اجتماعية وإلا كان المقصود النقد المبطن لماركس؟ أليس أورتيجا فيبرا آخر مهمته وضع بديل للماركسية مرة بالتركيز على العقل الحيوي ومرة أخرى بالتركيز على العقل النظري أو التنظير؟ وماذا عن نقد الدكتاتورية المسيطرة على إسبانيا ونظام الملكية؟ وماذا عن الجمهوريين الذين كان أورتيجا مفكرهم الأول؟ لماذا لا تصدق ثورة الجماهير على ثورة الجمهوريين في مقابل الملكيين إبان الحرب الأهلية الإسبانية؟ ولماذا لا تكون ثورة الجماهير ديمقراطية بدلا من التقابل بين الجماهير كنظام جماعي وبين الديمقراطية الليبرالية كنظام فردي؟ أليست الديمقراطيات الجماهيرية المباشرة أكثر فعالية من الديمقراطيات الصورية القانونية؟ يصعب الإجابة على ذلك كله؛ إذ إن معرفة المقاصد أصعب بكثير من معرفة الألفاظ. يبدو أن أورتيجا يرفض كل شيء ويميع كل المتناقضات. فلا التاريخ يسير حتما نحو الليبرالية الديمقراطية ولا هو يسير حتما نحو الاشتراكية. لا اليمين بقادر على القيادة ولا اليسار نظرا لأن كل فريق يلعب لعبة الآخر ويزايد عليه. اليمين واليسار كلاهما نصف شلل خلقي، يطمس معالم الواقع، اليمين يعد بالثورات واليسار يقدم الدكتاتوريات! إن مجموع هذه الاشتباهات التي تحوط بأورتيجا تجعله أقل وضوحا من أستاذه أونامونو الذي أخذ موقفا واضحا وناقدا من الغرب. أورتيجا بنياته المعلنة قد يكون أقرب إلى الوجودية اليسارية مثل سارتر وكامو وميرلو بونتي، وبأهدافه غير المعلنة قد يكون أقرب إلى الوجودية اليمينية مثل جابريل مارسل وكارل ياسبرز.
6
وفي النهاية يبدو أن موقف أورتيجا، مفكر الجمهوريين الأول، لا يختلف كثيرا عن مصير الحرب الأهلية الإسبانية!
مدرسة «تاريخ الأشكال الأدبية»1
أولا: المقدمة
نشأت مدرسة تاريخ الأشكال الأدبية في العشرينيات من هذا القرن بعد تطور طويل للوعي الأوروبي منذ بداياته في الإصلاح الديني في القرن الخامس عشر؛ فقد ظهرت من ثنايا البروتستانتية في آرائها في الإيمان والزمان والوجود الإنساني أولا، ثم كانت تطويرا للبروتستانتية الحرة، واللاهوت الحر، واللاهوت الجدلي وأخيرا لمدرسة توبنجن. كما ورثت الاعتزاز بالعلم الحديث وبأولوية الإنسان، وبنقد النظم الموروثة كما هو الحال في عصر النهضة في القرن السادس عشر. واعتمدت على العقل والتحليل اللذين ميزا القرن السابع عشر. وكانت أثرا من آثار التنوير في القرن الثامن عشر وبدايات النقد التاريخي للكتب المقدسة، وضرورة إخضاعها للنقد والتحليل حتى اكتمل هذا النقد في علم مستقل. وبفضل المدرسة التاريخية في القرن التاسع عشر وعلم تاريخ الأديان المقارنة وإدخال المسيحية في إطار الديانات القديمة والاستفادة من نتائجه فيما يتعلق بالتشابه بين الكتب المقدسة والآداب القديمة خاصة اليونانية والعبرية، ظهرت مكونات المدرسة الجديدة في النقد، متنقلة من «نقد المصادر» إلى «نقد الأشكال»، أو بتعبير علماء مصطلح الحديث من نقد «السند» إلى نقد «المتن»؛ لذلك استعارت المدرسة الجديدة الأشكال الأدبية من النقد الأدبي طبقا للنظرية الشائعة بأن تاريخ الأدب هو تاريخ الأشكال الأدبية. واعتمدت على دراسات «الأنواع» الأدبية في الآداب القديمة. بل استطاعت تطوير النقد الأدبي وتحويله من دراسة النص الثابت في المكان، لغة، واصطلاحا، وعبارة، ومعنى إلى دراسة النص المتحرك في الزمان أي نشأة الأنواع الأدبية وتطورها، وتغير المعاني اللغوية للألفاظ والعبارات. كان الشائع أولا دراسة الحكاية والشعر. ثم تحول الاهتمام إلى الرواية كإحدى صور الخطاب الديني في شكل رواية وفعل يعاد تمثيله. ثم انتقل الاهتمام من الرواية إلى الأمثال كما هو الحال في الأدب الشعبي. ثم تحول الاهتمام من الأمثال إلى كتابة التاريخ كأحد الأشكال الأدبية كما هو الحال عند اليونان والعبرانيين وتحوله إلى فعل وتمثيل عند المسيحيين. كما ظهرت «الرؤية» كأحد الأنواع الأدبية كرمز للنهاية. وأخيرا انبثقت المدرسة من ثنايا المثالية الألمانية واعتبار الشعور محور العالم ومركز الكون. فقد كان بولتمان، وهو أحد زعيمي المدرسة مع ديبليوس من الكانطيين الجدد، مؤسسي مدرسة ماربورج التي قامت لدراسة الصور الكانطية على أساس حيوي شعوري؛ وبالتالي فإن المدرسة تقوم على موقف فلسفي محدد، وهو أنه لا يحدث شيء في الواقع ما لم يحدث في الشعور أولا، وأن الشعور يعبر عن موقف حياتي للجماعة؛ ومن ثم فهو شعور جماعي، يكشف عن علاقات بين الذوات، وتوجهه بواعث، وله صور، يتعامل مع الواقع، ويوجد في التاريخ، ويعبر عن نفسه في لغة ومن ثم كانت المدرسة أحد آثار «الفينومينولوجيا».
1
Bilinmeyen sayfa