İbn Haldun'un Mukaddimesi Üzerine Çalışmalar
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
Türler
Vivre dangereusement .
وكان لهذه الحياة الصاخبة المستخطرة صفحات متنوعة، ومسارح مختلفة، نستعرضها فيما يلي، حسب ترتيبها الزمني: (1) في تونس (1332-1352)
ولد ابن خلدون في تونس في أول رمضان سنة 732 (المصادف 27 أيار 1332)، ونشأ وترعرع هناك إلى أن بلغ العشرين من العمر. (1)
ولما كان والده من رجال العلم والأدب اعتنى بتربيته عناية فائقة، تولى بنفسه تعليمه بعض العلوم، وهيأ له السبل لدرس سائر العلوم على يد أقدر الأساتذة الموجودين في تونس إذ ذاك.
ونشأ ابن خلدون حريصا على الدروس وشغوفا بالعلم، وساعيا وراء الاستزادة منه على الدوام.
قرأ القرآن الكريم واستظهره، وتمرن على تلاوته على القراءات العشر، درس النحو دراسة تفصيلية، قرأ كثيرا من كتب الأدب ودواوين الشعر، وحفظ كثيرا من الأشعار، كما أنه درس الفقه والحديث دراسة مفصلة، وفي الأخير حصل العلوم العقلية أيضا.
والوقائع السياسية التي حدثت سنة 1347 / 748 فتحت أمام ابن خلدون آفاقا جديدة وواسعة للدرس والتعلم؛ لأن السلطان «أبو الحسن المريني» - الذي استولى على تونس في السنة المذكورة - كان يهتم بالعلم ويجمع حوله أكابر العلم والأدب «يلزمهم شهود مجلسه، ويتجمل بمكانهم فيه»، وعندما جاء إلى تونس استصحب معه طائفة من هؤلاء العلماء والأدباء، ومن الطبيعي أن والد ابن خلدون اتصل بهم لمكانته العلمية والأدبية، وحمل أولاده على الاستفادة منهم إلى أقصى حدود الاستفادة.
ابن خلدون يذكر - في ترجمة حاله - أسماء العلماء والأدباء الذين وفدوا على تونس مع السلطان؛ يدون تراجم أحوالهم، ويشيد بغزارة علمهم، ويعترف بفضلهم عليه. ونفهم مما كتبه عنهم أنه تأثر من اثنين منهم بوجه خاص تأثرا شديدا؛ أحدهم عبد المهيمن، وثانيهم محمد بن إبراهيم الآبلي.
كان عبد المهيمن «إمام المحدثين والنحاة بالمغرب»، وكان كاتب السلطان وصاحب علامته، وكان حضرمي الأصل مثل أبناء خلدون؛ ولذلك توطدت بينه وبينهم صلاة وثيقة من الود والصداقة، حتى إنه عندما ثار أهل تونس على السلطان وعلى جماعته التجأ - المشار إليه - إلى دار بني خلدون، واختفى عندهم مدة ثلاثة أشهر. ابن خلدون «لازم» هذا العالم وأخذ عنه «سماعا وإجازة؛ الأمهات الست، وكتاب الموطأ لابن مالك، وكتاب السيرة لابن إسحاق، وكتاب ابن الصلاح في الحديث.»
وأما الآبلي فكان «شيخ العلوم العقلية»، لازمه ابن خلدون عدة سنوات، أخذ منه خلال ذلك هذه العلوم؛ افتتحها بالتعاليم - أي العلوم الرياضية - ثم المنطق، ثم سائر الفنون الحكمية.
Bilinmeyen sayfa