197

İbn Haldun'un Mukaddimesi Üzerine Çalışmalar

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Türler

يذكر توينبي في هذه المجلدات ابن خلدون عدة مرات، ويشير إلى آرائه ونظرياته في أكثر من عشرة مواضع، ويخص بعضها أحيانا بعدة صفحات.

يعد «توينبي» ابن خلدون من العباقرة، ويرى في مقدمته دلائل ساطعة على «سعة النظر، وعمق البحث، وقوة التفكير»، ويمتلئ إعجابا بها.

إنه لا يغفل عن النواقص الموجودة في المقدمة، ولا سيما من وجهة انطباق أحكامها على المجتمعات الغربية، وتواريخ الأمم الأوروبية. غير أنه يعزو هذه النواقص إلى الظروف الخاصة التي نشأ فيها ابن خلدون، والشواهد والوقائع التاريخية التي اطلع عليها في تلك الظروف، ويقول تأييدا لهذا التعليل: «لو أن فيلسوفا سياسيا قادرا على تفهم آراء ابن خلدون قد ظهر في العالم المسيحي الغربي في أي وقت خلال القرون الأربعة الأولى من تاريخنا الغربي؛ لوجد ذلك العبقري الوهمي بكل تأكيد في آراء ابن خلدون، تفسيرا فلسفيا مرضيا لكل الشواهد والوقائع التاريخية التي كانت في متناول العقول الغربية في تلك الحقبة.»

وبعد شرح الوقائع التي كانت قد حدثت عندئذ يضيف توينبي إلى ذلك ما يلي: «وفي سياق هذا الكلام يجب أن نتذكر القاعدة التي اتخذناها نقطة ابتداء في دراساتنا للتاريخ، هذه القاعدة التي تنص على أن كل تفكير تاريخي هو حتما نسبي تابع لظروف زمان ومكان المفكر. هذا هو قانون الطبيعة البشرية الذي لا يمكن لأي عبقري بشري أن يستثنى منه.»

وعندما يشير توينبي إلى أن ابن خلدون كتب المقدمة خلال خلوته في قلعة ابن سلامة، بعد اعتزاله الحياة السياسية، يلمح إلى ما يحدث في الشرانق، فيقول: «إن رجل الأعمال الزائل عاد إلى الظهور من عزلته، وقد تغير شكله نهائيا إلى شكل الفيلسوف الخالد الذي لا يزال فكره يعيش في عقل كل من يطالع المقدمة.»

وفي الأخير يصدر توينبي على عمل ابن خلدون هذا الحكم الثمين: «إن ابن خلدون - في المقدمة التي كتبها لتاريخه العام - قد أدرك وتصور وأنشأ فلسفة للتاريخ، هي بلا شك أعظم عمل من نوعه خلقه أي عقل في أي زمان ومكان.»

القسم الثالث: آراء ابن خلدون ونظرياته

نظرة عامة إلى أساليب عرض الآراء

إن آراء ابن خلدون ونظرياته مسرودة في المقدمة بأساليب مختلفة، نستطيع أن نردها إلى الأنواع الثلاثة التالية: (أ )

يعالج ابن خلدون المسألة بكل تفاصيلها، ويسرد آراءه فيها في فصل خاص.

Bilinmeyen sayfa