Din
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
Türler
للشعوب المعاصرة لليونان - والتي كانت أقرب منهم إلى الفطرة والسذاجة - نرى أن المعيار الذي كانوا يميزون به هذه الشعوب عن الشعوب المتحضرة هو أنهم ليس لهم مجالس شورى، وأن كل واحد منهم يتولى الحكم على زوجه وأولاده.
21
وكذلك نقول في المقدمة الثالثة، وهي أن قبائل أستراليا الوسطى تمثل أقدم نظام معروف للقبائل؛ فهي أيضا مسألة فيها نظر، وهذا «روبرت شميت» من كبار الباحثين، الذين قاموا بدراسات شخصية دقيقة في أستراليا، يقرر أن القبائل المذكورة هي أحدث القبائل الأسترالية وأكثرها تقدما، وأن أقدم قبائل أستراليا هم سكان جنوبها الشرقي، وهؤلاء لا يعرفون نظام الألقاب الحيوانية السالفة الذكر، وفي الوقت نفسه توجد عندهم عقيدة «الإله الأعلى» بصفة واضحة، على أن اللوحة التي رسمها «دوركايم» نفسه لحياة قبائل الوسط تكفي وحدها للدلالة على أننا أمام أمة قد بعدت عن سذاجة الفطرة، وقطعت أشواطا واسعة في نظامها المدني والاقتصادي، يبدو ذلك جليا فيما عندها من قواعد الزواج، والنسب، والملكية، وتنظيم مواسم الصيد وغيرها.
بل إن نظام التسمية وحده كان يحتاج في إنشائه وتثبيته إلى عصور متطاولة للتعاقب عليه بين الأمة جيلا فجيلا، حتى وصل إلى هذا الوضع الهندسي الدقيق، الذي يلاحظ فيه دائما أن تقسيم كل قبيلة إلى فصيلتين اثنتين لا زائد عليهما، وأن يكون لقب القبيلة مشتقا من جنس عام، وألقاب الفصيلتين من نوعين متقابلين تقابل التضاد تحت هذا الجنس، ثم تتفرع من كل فصيلة عشائرها المتعددة بألقابها المختلفة كأغصان الشجرة؛ بحيث لا تشترك عشيرتان قط في لقب واحد؛ ولذلك عد علماء هذا الفن نظام ال
totem
نظاما مدنيا، قضائيا، اقتصاديا، أكثر منه نظاما دينيا،
22
بل إن البحاثتين «لانج»
Lang
و«فريزر»
Bilinmeyen sayfa