160

Difficult Hadiths in the Interpretation of the Holy Quran

الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم

Yayıncı

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٠ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

واضح لا يحتاج إلى تفسير؛ لأنها تعذب بالكفر، وهؤلاء يبكون ولا يدرون ما هي فيه، وإن كان الحديث كما رواه ابن أبي مليكة فهو صحيح؛ لأن على الكافر عذابًا أعلى، فإن عذب بدونه فزيد في عذابه فيما استوجب وما نيل من كافر من عذاب أدنى من أعلى منه، وما زيد عليه من العذاب فباستيجابه لا بذنب غيره في بكائه عليه. فإن قيل: يزيده عذابًا ببكاء أهله عليه؟ قيل: يزيده بما استوجب بعمله ويكون بكاؤهم سببًا، لا أنه يُعذب ببكائهم. فإن قيل: أين دلالة السنة؟ قيل: قال رسول الله ﷺ لرجل: "ابنك هذا؟ قال: نعم. قال: "أَمَا إِنَّكَ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ" (١)، فأعلم رسول الله ﷺ مثل ما أعلم الله من أَنَّ جناية كل امرئ عليه كما عمله له لا لغيره ولا عليه". اهـ (٢) وذكر ابن عبد البر أَنَّ ما ذهب إليه الشافعي هو تحصيل مذهب الإمام مالك؛ لأن مالكًا ذكر حديث عائشة في موطئه (٣)، ولم يذكر خلافه عن أحد. (٤) الإيرادات والاعتراضات على مذهب عائشة ﵂: إن المتأمل في الروايات الواردة عن عائشة ﵂ يلحظ فيها شيئًا من الاختلاف، فهي مرة تؤول الحديث بأنه حكاية حال عن امرأة يهودية تُعذب في قبرها، ومرة تذكر بأنه يهودي وليست يهودية، ومرة أخرى تؤول الحديث بأن الكافر يزيده الله عذابًا ببكاء أهله عليه، وهي في كل ذلك ترفع هذه التأويلات للنبي ﷺ. وقد تكلم العلماء على مذهب عائشة وما أوردته من تأويلات: فقال الحافظ ابن حجر: "وهذه التأويلات عن عائشة متخالفة، وفيه

(١) سبق تخريجه، ص (١٥٣). (٢) الأم، للشافعي (٨/ ٦٤٩)، وانظر: اختلاف الحديث (١/ ٥٣٧). (٣) انظر: الموطأ، كتاب الجنائز، حديث (٥٥٣). (٤) التمهيد، لابن عبد البر (١٧/ ٢٧٩)، وانظر: الاستذكار (٨/ ٣٢١ - ٣٢٢).

1 / 167