Dictionary of Renowned Poets of Prophetic Praise
معجم أعلام شعراء المدح النبوي
Yayıncı
دار ومكتبة الهلال
Baskı Numarası
الأولى
Türler
«ألا أبلغ أبا سفيان عنّي ... مغلغلة فقد برح الخفاء
هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء»
ولما كان الرسول ﷺ في طريقه إلى فتح مكة لقيه أبو سفيان، فأعرض النبي ﷺ عنه، فأشار عليه علي بن أبي طالب (ض) أن يأتيه من قبل وجهه ويقول له ما قال إخوة يوسف، فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه جوابا. وبالفعل فإن أبا سفيان واجه الرسول ﷺ وقال له: تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ [يوسف/ ٩١] . فقال له رسول الله ﷺ: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف/ ٩٢] .
وهكذا فقد أسلم أبو سفيان عام الفتح، في السنة الثامنة من الهجرة، وحسن إسلامه حتى أنه ما رفع رأسه إلى الرسول ﷺ حياء منه. وخرج مع النبي ﷺ إلى الطائف وحنين ولما انهزم المسلمون يوم حنين كان أبو سفيان أحد السبعة الذين ثبتوا مع الرسول ﷺ حتى رجع إليهم المسلمون، وكانت النصرة لهم. وكان الرسول ﷺ يحبه كثيرا ويقول: «إني لأرجو أن يكون فيه خلف من حمزة بن عبد المطلب» . وشهد له بالجنة.
ولما توفي الرسول ﷺ بكاه أبو سفيان كثيرا ورثاه فقال [من الوافر]:
«أرقت فبات ليلي لا يزول ... وليل أخي المصيبة فيه طول
وأسعدني البكاء وذاك فيما ... أصيب المسلمون به قليل
لقد عظمت مصيبتنا وجلّت ... عشيّة قيل قد قبض الرسول
وأضحت أرضنا مما عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحي والتنزيل فينا ... يروح به ويغدو جبرئيل
وذاك أحقّ ما سالت عليه ... نفوس الناس أو كربت تسيل
نبيّ كان يجلو الشّكّ عنّا ... بما يوحى إليه وما يقول
ويهدينا فلا نخش ضلالا ... علينا والرسول لنا دليل
أفاطم إن جزعت فذاك عذر ... وإن لم تجزعي ذاك السبيل
فقبر أبيك سيد كلّ قبر ... وفيه سيد الناس الرسول»
1 / 53