Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Türler
وثانيهما: ما يكون في ذلك من مذخور الأجر من الانتفاع بالزواجر الوعظية، والحكم الأدبية، والحجج القاطعة، والبراهين النافعة، وجواهر اللغة العربية، وثواقب الكلم الدينية والدنيوية، بحيث لا يلقى مجتمعا في كلام من جميع السلف الأولين، ولا متسقا في نظام من الخلف الآخرين، خاصة في علوم التوحيد والحكمة وتنزيه الله تعالى عن مشابهة الممكنات ، وذكر المعاد الأخروي، بل إنما يؤثر عنهم القليل النادر، والشاذ الشارد، إذ كان كلامه عليه السلام عليه مسحة من الكلام المعجز السماوي، وفيه عبقة من رائحة الكلام النبوي).
حرص المؤلف في المقدمة على ذكر المنهج الذي التزمه وسلكه في كتابه هذا، فقال: (واعلم أني قد سلكت فيه أحد مسلكين:
المسلك الأول: أن أقتطع من كلامه عليه السلام قطعة، ثم أعقد عليها عقدا يكون محيطا بأسرارها وغرائبها، ويحتوي على جميع معانيها وعجائبها، وهذه هي طريقة جيدة، وفائدتها هو إيضاح معاني الكلام بالعقود اللائقة، والترتيبات الفائقة، وهي طريقة يسلكها كثير من النظار فيما يريدونه من إبانة معاني الكلام، ولها آفة وهو الإسهاب في الكلام الذي يورث الملل وسآمة الخواطر.
المسلك الثاني: أن أذكر اللفظة المركبة من كلام أمير المؤمنين ثم أكشف معناها وأوضح مغزاها، من غير التزام عقد لها ولا إشارة إلى ضابط، وهذه طريقة يسلكها الأكثر من النظار، فهذان مسلكان يمكن ذكر أحدهما، وكل واحد منهما لا غبار عليه في تحصيل المقصد وتقرير البغية، لكن أرى المسلك الثاني هو أعجب، وإلى الاختصار والتحقيق أقرب لما ذكرناه من حصول التكثير في سلوك الطريقة الأولى، خاصة في مثل هذا الكتاب فإن شجونه كثيرة، ونكته غزيرة، فلا جرم كان التعويل عليها هو الأخلق).
Sayfa 36