Nurların İkisi Osman bin Affan
ذو النورين عثمان بن عفان
Türler
وإذا عرف ذلك النسب فهو فلان هذا الذي أمامه، يساجله المودة أو البغضاء، ويذكر ما كان له ولآبائه من عزة ومضاء أو ذلة واستخذاء، ويضيف إلى كل نسب رواية عن ملحمة، أو طرفة من حكمة، أو ملحة من فكاهة، ولا يجد بينها وبين أنباء نهاره فاصلا بين قديم وجديد، أو بين مدثور مهجور وحاضر مسموع ومذكور.
وقل مثل ذلك في: أمثال العرب، وشواهدها، ومعارض الاستشهاد بها في مواضعها.
وقل مثل ذلك في: أشعارها، ومدائحها، وأهاجيها، وبلاغتها، ومحاسن ألفاظها، ومغازيها.
كل ممدوح كائن حي من مجد ومنعة وجود ومطاولة بالغلبة والعطاء، وكل مادح كائن حي بما استجاشه من طمع وما استقبله من أمل وما خلفه وراءه من عطف وحنين، وما أثار في كلامه من تنافس وتناظر، أو من سوابق بين عشائرهم تذكر، وتستعاد وتعود معها محاسن آباء وأجداد ومساوئ أضغان وأحقاد.
فإذا سطرت تلك الأمثال والقصائد كلاما في الورق، فهي بضع صفحات مختزلات، وإذا تمثلتها خوالج بين الصدور فهي حيوات تضاف إلى حياة.
لقد كانوا يعيشون عيشهم المحمل بتجاربه وعواقبه، كلما تكلموا أو استمعوا إلى متكلم من رواتهم وبلغائهم وثقافتهم؛ فلا جرم كانوا يفاخرون أمم العالم، بأنهم يتكلمون. •••
وكان عثمان على علم بمعارف العرب في الجاهلية ومنها: الأنساب، والأمثال، وأخبار الأيام. وساح في الأرض فرحل إلى الشام والحبشة، وعاشر أقواما غير العرب؛ فعرف من أطوارهم وأحوالهم ما ليس يعرفه كل عربي في بلاده، وجدد في رحلاته تجديد الخبرة والعمل معارف البادية عن الأنواء والرياح ومطالع النجوم ومقارنتها في منازل السماء، وهي معارف القوافل والأدلاء من أبناء الصحراء العربية، وأبناء كل صحراء.
وأسلم فكان من أفقه المسلمين في أحكام الدين وأحفظهم للقرآن والسنة، روى عن النبي عليه السلام قرابة مائة وخمسين حديثا، وقال محمد بن سيرين وهو يتكلم عن الصحابة: «كان أعلمهم بالمناسك عثمان، وبعده ابن عمر.»
وكان أقرب الصحابة إلى مجرى الحوادث بين المسلمين والمشركين، فكان من سفراء الإسلام في غير موقف من مواقف الخلاف أو الوفاق، تارة بين المسلمين وأعدائهم وتارة بينهم وبين الأسرى منهم في أرض الأعداء.
وكان كاتبا يجيد الكتابة، فاعتمد عليه النبي عليه السلام في تدوين الوحي، واعتمد عليه الصديق في كتابة الوثائق الهامة، ومنها الوثيقة التي عهد فيها بالأمر بعده لخليفته الفاروق.
Bilinmeyen sayfa