Corbin
الذي كان يجمع بين الفلسفة والدراسات الإسلامية والتصوف الشيعي. ولاحظ أن الموضوع هو «التأويل». وكان هو المستشرق الذي يتخصص في التشيع والفيلسوف الذي كان أول من ترجم أجزاء من «الوجود والزمان» لهيدجر إلى الفرنسية، ثم حذرني ماسنيون من كوربان قائلا: حذار من التأويل الشيعي الباطني الذي قد تتوه فيه، ونصحني أن أظل في علم أصول الفقه؛ فهو علم عقلي مضبوط. واتفقنا على أن يكون الموضوع «مناهج التأويل: دراسة في علم أصول الفقه»
Les Méthodes d’Exégèse, Essai sur la Science des fondements de la compréhension, Ilm Usul Al Fiqh ، ثم طلب من برنشفيج مدير مركز الدراسات الإسلامية أن يسجل الموضوع تحت إشرافه لأنه جزء من السربون. وقرأ الفلاسفة الخطة، فقال جان فال: إني أحب الإسلام ولكني لست متخصصا فيه. وقرأ جان جيتون الخطة فقال هذا برجسون، الطاقة والحركة، ولكنه ليس متخصصا في الإسلام، لا يستطيع أن يشرف علي، وحولني إلى رينان الذي جمع بين الاستشراق والفلسفة الهيجيلية. ولما رأى ماسنيون هيئتي المتواضعة سأل: كيف أعيش؟ فقلت له: بلا شيء. وكانت العلاقات بين مصر وفرنسا مقطوعة بسبب العدوان الثلاثي عام 1956م، ومع ذلك كتب إلى أندريه ميكيل بالعلاقات الثقافية بوزارة الخارجية أن لديه طالبا ممتازا يحب أن يحصل على منحة دراسية. ولما كان ذلك ممنوعا رسميا أعطيت لي نصف منحة عشرون جنيها، بدلا من أربعين عام 1959م، ثم تحولت إلى منحة رسمية بعد أن أعيدت العلاقات مع مصر عام 1960م حتى عام 1964م. وفي نفس الوقت عينت مدرسا للهجة المصرية في مدرسة اللغات الشرقية الحية مع كساب، سوري الجنسية، لتدريس اللهجة الشامية، مع لوسيرف
Le Serf . وكنت أذهب إليها كل يوم لعدة ساعات في الأسبوع، بالإضافة إلى ما كنت أترجمه من وثائق صغيرة من العربية إلى الفرنسية، التي كان يتركها حاجب المحكمة الفرنسية كوثائق مقدمة إلى القاضي، ثم يدفع إلي ثمنها في المرة التالية، دون أن ينتظر بواب المبنى أي «بقشيش». وكنت أخصصها لشراء النصوص الفلسفية. وكان تعليم اللهجات يتم عن طريق سماع الطلاب مقتطفات لعبد الحليم حافظ أو أم كلثوم أو لمشاهير المغنين الشعبيين المصريين أو السوريين. وكانت هذه أول مرة أحب فيها الغناء الشعبي بينما كنت متعودا على الموسيقى «الكلاسيكية» الغربية مثل بيتهوفن وشرقية مثل سيد درويش. ولما أتى المشير إلى باريس 1965م، وشكونا إليه قطع المنح أعطت مصر العشرين جنيها حتى عدت عام 1966م. وكنت أعبر نهر السين من مدرسة اللغات الشرقية حتى المكتبة الوطنية
Bibliothèque National
مارا بمسرح الكوميدي فرانسيز
Française Comédie
إلى المكتبة الوطنية حيث كنت أقرأ مخطوطات علم أصول الفقه، وأتغدى في مطعم الجامعة المجاور، وأركن رأسي على ذراعي على المنضدة مستلقيا بعض الشيء، أقوم بعدها للوضوء والصلاة في دورة المياه النظيفة، وأستمر بها حتى السادسة مساء، وهي أغنى بكثير من مكتبة السربون؛ أي كلية الآداب. وكان الطلبة يذهبون إلى المقهى المجاور أمام المكتبة لشرب القهوة بعد الغداء وأنا لا أستطيع دفع ثمنها. وعرفت مصطلح القهوة السوداء
Café Noire . أما
Cappuccino
Bilinmeyen sayfa