Nazıb Olayının Yüzüncü Yıldönümü
الذكرى المئوية لواقعة نزيب: ٢٤ يونيو سنة ١٨٣٩–٢٤ يونيو سنة ١٩٣٩
Türler
و
Le François ier de l’Orient ، كما سموا مصر «أم الدنيا»، وتوالت التهاني على محمد علي وإبراهيم من جميع أنحاء المعمورة، حتى إن شاه العجم أرسل في خلال سنة 1835 أحد وزراء الدولة مرزا جعفر إلى مصر ليحيي باسمه محمد علي وإبراهيم، وزوده بكتاب كتبه بخط يده، يبدي فيه إعجابه بما أحرزاه من نصر ومجد.
وبعد إمضاء معاهدة كوتاهية أطلق محمد علي سراح عبد الله باشا والي عكا الذي كان أسيرا في جزيرة الروضة بمصر، فبارح مصر في 22 ديسمبر سنة 1833 على باخرة من البواخر العثمانية التي أسرها المصريون في خلال الحرب قاصدا الآستانة.
نفذت معاهدة كوتاهية وانسلخت سوريا من حكم العثمانيين ودخلت في حكم المصريين، إلا أن السلطان أمضى معاهدة كوتاهية على كراهة منه، وقبل التنازل لمحمد علي عن سوريا كرها عنه، وقبل التنازل لإبراهيم عن ولاية أطنة قهرا عنه. الرجل رجل ماكر حقود؛ تظاهر بالمسالمة، إلا أن حقيدته بقيت تتأجج في صدره، وحفيظته بقيت تلعب في عقله إلى أن أضمر على استعادة مصر وسوريا وطرد المصريين منها كلها، بدأ سرا بإثارة الفتن والقلاقل في البلاد التي احتلها محمد علي؛ ففي سنة 1834 ثارت فلسطين واستفحلت الثورة لدرجة حملت محمد علي على السفر حالا إليها على سفينة حربية مصرية اسمها «تمساح» يخفرها الأسطول المصري كله، فوصل إلى يافا ومنها قصد الرملة، وفي أثناء وجوده اجتمع بابنه الكبير إبراهيم وبكبار رجال الجيش المصري وساعدهم على إخماد الفتنة، وبعد أن خضع زعماء «الخليل» وهدأت الحالة نوعا عاد إلى مصر، وفي سنة 1836 ثار الدروز بزعامة شبلي العريان، وقاتلوا المصريين في الوديان وفي الجبال مدة سنتين، ولم يخضعوا إلا بعد أن شتت إبراهيم شملهم ومزقهم شر ممزق.
كان السلطان يراقب الحالة في سوريا وفي فلسطين من كثب، عرف أن محمد علي اضطر إلى حشد 50000 مقاتل لمحاربة الثوار في فلسطين وفي سوريا، وعرف أن المصريين خسروا ثلاثة أخماس جنودهم في المعارك التي اشتبكوا فيها مع الثوار مدة السنوات الأربع أو الخمس، فظن أن الفرصة قد سنحت لتمزيق معاهدة كوتاهية واسترداد مصر وفلسطين وسوريا وأطنة، وسنحت بالأكثر لمحو عار حمص وبيلان وقونية، ولكسر شوكة محمد علي وخلعه والانتقام منه.
لله در من قال: «إن سنة 1833 تمخضت فولدت سنة 1839.» أو بعبارة أخرى: إن حوادث سنة 1833 كانت حبالى بحوادث سنة 1839. وهذا هو الواقع؛ لأن محمد علي جرد السلطان من ولايات كثيرة أخذها لنفسه، فطمع في المزيد على حد المثل العربي: «إن الطعام يقوي شهوة النهم»، والسلطان فقد ولايات كثيرة فحنق وحقد وآلى على نفسه أن يستعيدها. دارت مفاوضات فيها طلب السلطان من محمد علي أن يرد له سوريا ويتخلى له السلطان عن بلاد الحجاز، على أن تكون ولايته عليها وراثية مثل ديار مصر، فلم يقبل محمد علي. دعاه السلطان إلى الآستانة ليتفاوض معه، أدرك محمد علي ما وراء الأكمة فاعتذر.
25
لجأ السلطان إلى ما يسمونه «سياسة اليشمك والفرجية»، فتودد إلى زهرا هانم
26
أرملة الأمير إسماعيل بن محمد علي (الذي مات في شندي حرقا)، وكانت قد حضرت إلى الآستانة لزيارة والدها عارف بك قاضي عسكر الأناضول، حاملة هدايا فاخرة من محمد علي باشا إلى السلطان، انتهز السلطان فرصة اعتزام زهرا هانم السفر من الآستانة إلى مصر على ظهر الباخرة «النيل»، فكلف أحمد فوزي باشا أمير البحر بأن يصعد إلى الباخرة ليحيى الأميرة باسمه، ويهدي إليها ساعة من الذهب الخالص ومعها سلسلة من البرلنتي، ويوزع على البحارة 500 جنيه، ثم استقل السلطان زورقه البخاري، وطاف حول الباخرة ثلاث مرات مودعا، فكان لهذه الحفاوة أثر كبير في نفس الأميرة وفي نفس محمد علي باشا، لكن كل هذه المناورات لم تجد؛ لأن التابع والمتبوع عندا واستعندا.
Bilinmeyen sayfa