كمال :
لماذا؟
زينب (متنهدة) :
طبعا؛ لأنني كنت في نظرك حتى اليوم المرأة الطاهرة العفيفة، أما غدا فسوف أغدو المرأة الخائنة لعهد زواجها، المرأة الخادعة لبعلها، وهل في مقدوري أو في مقدور أية قوة أن تمنعك عن احتقاري؟ هل في الإمكان ألا أعتقد غير ذلك؟ وألا أكون بعد اليوم في نظرك.
كمال (مقاطعا) :
أنت في نظري يا زينب.
زينب :
لا، لا يا كمال، لقد ماتت زينبك القديمة، ماتت وهي تطأ اليوم عتبة دارك، ولكنني لم أتأسف على موتها، سوف لا أبكي على فقدها، ولا أذرف عليها دموع الحزن بعد اليوم؛ لتمت لأنها كانت شقية بائسة تتعذب في جحيم من الآلام، ولا يدورن في خلدك يا كمال أنني طائشة سفيهة إذ حضرت إليك بمثل هذه السهولة، ولا يجولن في ذهنك أن تقول قد أحسنت صنعا عندما أحجمت عن الاقتران بها، أقسم لك بكل عزيز مقدس أنني ما كنت لأخونك، وما كنت لأقف اليوم مثل هذا الموقف الشائن لو أنك كنت زوجي ورفيقي في الحياة.
كمال (يلامس ذقنها مداعبا) :
ما أطهر قلبها! ما زالت طفلة معصومة.
Bilinmeyen sayfa