سئل عن نسبه فلم يعرفه وأنكر ذلك. ثم إنه ادعى لأمه نسبا إلى قحطان وادعى لأبيه سماعا من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وسمعته منه ، وكذلك ادعى لنفسه سماعا من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وكل ذلك باطل» (1).
وذكر ابن الدبيثي تاريخ ابن المارستانية هذا فقال : «وجمع مسودة كتاب سماه «ديوان الإسلام الأعظم» في تاريخ بغداد فكتب منه كثيرا ، ولم يتممه ولا بيضه ، ووقفت منه على شيء. وقد ضمنه من غرائب الشيوخ له والروايات غير قليل ، ولو ظهر هذا الكتاب وتم لكان من أكبر الشواهد على تخرصه» (2). ونقل زين الدين ابن رجب عن أبي المظفر سبط ابن الجوزي قوله : «وصنف كتابا سماه «ديوان الإسلام في تاريخ دار السلام» قسمه ثلاث مئة وستين كتابا ، إلا أنه لم يشتهر» (3). وأورد ابن رجب ما على الرجال وما له ، وخلص إلى القول ؛ إنه مطعون فيه من جهتين : من جهة ادعائه النسب إلى أبي بكر الصديق رضياللهعنه ، ومن جهة ادعائه سماع ما لم يسمع. وقال الحافظ ابن نقطة المتوفى سنة 629 ه : سألت أبا الفتوح الحصري عنه بمكة فقال : سامحه الله كان صديقي ، وكان يكرمني ، وكان غير ثقة ! ونقل عن الشريف علي بن أحمد الزيدي أنه استعار منه «مغازي» الأرموي فردها إليه وقد طبق عليها السماع على كل جزء ، ولم يسمعها (4).
أما كيف رتب ابن المارستانية كتابه وما نطاقه الذي اختطه لنفسه فهذا ما لم يصل إلينا. ولكن يبدو لي أن هذا الكتاب لم يكن ذيلا على كتاب ما من جهة ، وأنه تناول تاريخ بغداد منذ نشأتها من جهة أخرى. وهذا يعني أنه تناول مدة
Sayfa 60