Bağdat Tarihi Zeyli
ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
Türler
مقصود إشارتنا هذه ، والله سبحانه الموفق للصواب إليه المرجع والمآب.
** نظرات تطبيقية في قبول الأحكام :
ولا بد لي من التنبيه أيضا على أن كلام المتأخرين في الرجال أو في تصحيح الأحاديث وتضعيفها يتعين قبوله بحذر ، ولا بد من إعادة كل قول إلى منابعه للتأكد منه ومن صحته ، ففي هذا مصلحة أكيدة ، لأن المتأخرين أكثر أوهاما من المتقدمين وأقل إتقانا. وقد روى ابن الدبيثي من حديث اليمان بن عدي الحضرمي ، عن زرعة بن الوضاح ، عن محمد بن زياد ، عن أبي عنبة الخولاني ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا أحب الله عبدا ابتلاه ، وإذا أحبه الحب البالغ اقتناه». قالوا : وما اقتناه؟ قال : «لا يترك له مالا ولا ولدا» (1).
وهذا حديث إسناده ضعيف لضعف اليمان بن عدي الحضرمي وجهالة شيخه زرعة بن الوضاح ، لكن ابن الجوزي ذكره في كتابه «الموضوعات» (2) وقال : «هذا حديث لا يصح ، واليمان قد نسبه أحمد إلى أنه يضع الحديث ، ومحمد بن زياد ليس بشيء». وهكذا علل ابن الجوزي حكمه على الحديث بناء على أن اليمان يضع الحديث وأن محمد بن زياد ليس بشيء. وحين ندرس هذين الراويين دراسة متأنية نجد ابن الجوزي قد جازف في هذا التعليل والحكم مجازفة ظاهرة ، فلم نقف على قول للإمام أحمد يتهم فيه اليمان بوضع الحديث ، فالمعروف عن أحمد أنه ضعفه حسب (3)، والرجل لا يبلغ حد الترك ، بل هو ضعيف كما بيناه في «تحرير التقريب» ، بل قول الحافظ ابن حجر في «التقريب» : «لين الحديث» (4). أما قوله أن محمد بن زياد ليس بشيء ، فالظاهر أنه ظنه محمد
Sayfa 112