255

Zaman Aynasının Devamı

ذيل مرآة الزمان

Yayıncı

دار الكتاب الإسلامي

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م

Yayın Yeri

القاهرة

بمذهب أهل السنة والجماعة على ما كان عليه والده وجده رحمهما الله تعالى ولم يكن على ما كانا عليه من التيقظ وعلو الهمة فإن والده المستنصر بالله كان ذا همة عالية وشجاعة وافرة ونفس أبية وعنده إقدام عظيم واستخدم من العساكر ما يزيد على مائة ألف وقصدت التتر بلاد العراق في أيامه فلقيهم عسكره وانتصف منهم وهزمهم وكان للمستنصر بالله أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشهامة والشجاعة وكان يقول إن ملكني الله تعالى أمر الأمة لاعبرن بالعساكر نهر جيحون وأنتزع البلاد من يد التتر وأفنيهم قتلًا واسرًا وسبيًا فلما توفى المستنصر بالله لم ير الدوادار والشرابي وكانا غالبين على الأمر ولا بقية أرباب الدولة تقليده الخلافة خوفًا منه ولما يعلمون منه أستقلاله بالأمر واستبداده بالتدبير دونهم وآثروا أن يليها المستعصم بالله لما يعلمون من لينه وأنقياده ليكون الأمر إليهم فاتفق رأي أرباب الدولة على تقليد المستعصم بالله الخلافة بعد أبيه فتقلدها وأستبدوا بالتدبير ثم ركن إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي فأهلك الحرث والنسل وحسن له جمع الأموال والأقتصار على بعض العساكر وقطع الباقين فوافقه على ذلك وكان فيه شح وحب لجمع المال فوافق ما أشار به الوزير وغيره عليه من ذلك ما في نفسه فأجابهم وبذل الوزير جهده في بوار الإسلام فبلغ قصده كما ذكرنا وكان المستعصم بالله قليل التدبير والتيقظ نازل الهمة محبًا لجمع المال مهملًا للأمور يتكل فيها على غيره ويقدم على فعل ما يستقبح ولا يناسب منصبه ولو لم يكن من ذلك إلا ما فعله مع الملك

1 / 255