ولا أمني النفس بالرزق إن
لم يحصل الرزق بدون السؤال ومن شعره -عليه السلام- في آخر المدة إلى جليسه وأنيسه السيد المقام العلامة عماد الدين: يحيى بن أمير المؤمنين الحسن بن أمير المؤمنين، وقد توهم منه الميل إلى ولده مطهر، قوله:
هذا العجاب وذاك العجب
وذا الظرف[يزهو] وحسن الأدب
فأين شفاء كلام الكلام
فخل المدام وخل الطرب
فواه لفعل أفاد السرور
وفعل وترك أثار الكرب
فيا رب عجل بجمع القلوب
على اللذ ترضاه يارب رب
فأجاب عليه السيد عماد الدين بقصيدة فصيحة أبان فيها تأكد مودة الإمام الصريحة، وها أنا أذكر البعض منها ميلا إلى الاختصار وعدم الإكثار، أولها:
أتانا نظام شريف النسب
حميد الفعال صريح الحسب
أجل الورى كلهم عن يد
وأرفعهم في العلا والرتب
ثمال المساكين والمرملين
وملجأونا في خطوب النوب
وحجة ربي على خلقه
ومحيي الهدى بالقنا واليلب
فيالك نظما يفوق اللآل
ويزري بهاء عقود الذهب
ويحكي الأنابي في نشره
ورشف المدام وظلم الشنب
ويحكي الرياض وماء الحياض
وطيب البياض بياض العنب
فما ابن المراغة أو جرول
وما الصاحب الندب مهما خطب
وما ابن الحميد ونسل العميد
وما هو لبيد فصيح العرب
أفاد السرور وأهدى الحبور
مقال الخليفة يارب رب
فطبنا نفوسا بذاك الدعاء
ونلنا المنى وبلغنا الأرب
وطيبة نفس إمام الهدى
تجلي حنادس ليل الكرب
هجرتك لاعن قلى في القلوب
أقلب إن زرت بين اللهب
ولكن وجدت بقاء الوداد
مع الهجر والصد لاعن غضب
وصفحا عن العبد يا سيدي
إذا كان للذنب منه ارتكب
وأحسن فديتك في الظنون
وأكذب أكاذيب من قد كذب
Sayfa 184