أما ترى الأرض قد عمت بدولته
خصبا وشمر عنها الجدب وانفركا
وللخلافة أبراج وهلهلة
بملكه ودم الأشراك قد سفكا
وللمنابر زهو حين تسمع من
خطابها ذكره إذ للعلى سمكا
لأنه البحر إن سماه واصفه
كل الفضائل فيه أصبحت سمكا
كم منبر [حين] كناه الخطيب به
قد كاد يهتز أو تلقاه محتركا
تيها وفخرا وزهوا قد حواه به
لأنه خير من صلى ومن نسكا
ودرة التاج في آل الرسول ومن
يجل في فضله قدرا على الشركا
وواسط العقد في أبناء فاطمة
والأصل والفرع منه في النصاب زكا
وفص خاتم أهل البيت عن كمل
ومن به ستر أهل البغي [قد] هتكا
بمثله ما أتت في الفضل محصنة
ومن تسمى إماما غيره أفكا
حاشاه من مثله في الناس يشبهه
إذ لم يكن في اكتساب الفضل منهمكا
هو الإمام الذي سموه منتظرا
وفضله لقلوب الحاسدين نكا
دعا فأشرقت الدنيا بدعوته
والجود يشكره والعدل منه بكا
خذها إليك أمير المؤمنين أتت
تجلى إليك وتطوي نحوك الحبكا لاغرو يا خير داع من بني حسن
أن صار مجدك بالجوزاء مشتبكا
Sayfa 176