فرد عليه الشاب بقوله: إن النائم لا شعور له، فكيف تكون اللذة بلا شعور؟!
فبهت الوزير ولم يستطع جوابا، وانصرف مزمعا ألا يجادل مجنونا أبدا.
وقال الربيع بن زياد: «من أراد النجابة فعليه بالطوال، ومن أراد اللذة فبالقصار؛ فإنهن لذيذات النكاح.»
وقال حكيم: «إن اللذة تجعل للحياة قيمة ليست في الحياة ولا في السلف، ولكنه في العمل الذي يكون له أثر فان.» ويقول آخر: «الشعراء أو الشاعرات هم أناس يشعرون بلذة الحياة أكثر من غيرهم، وكثيرا ما ينقادون للعاطفة تاركين الواقع.»
والآن أتركك، أيها القارئ الكريم، مع سطور هذا الكتاب؛ لتعرف المزيد عما بهذه الدنيا من لذات وملذات؛ لعلك تخرج منها بعظة تنفعك، أو تجد فيه لذات كنت تفرط فيها عن جهل وبلا إدراك لمغبتها ومساوئها عليك في الدنيا وفي الآخرة. وأغلب الظن أنك واجد في هذه اللذات فوائد جمة لذهنك اللهيف إلى كل لذة فكرية نافعة ومجدية ومشبعة.
وإني لأحمد الله الذي أعانني على كتابة سطور هذا الكتاب، وأحمده على أن جعلني أول من تعرض لهذا الموضوع بهذا الإطناب، وبهذه الاستفاضة المحبوبة المرغوبة. والحمد لله الذي ساعدني ومكنني، فكتب لهذا الكتاب اللذيذ أن يرى النور الرباني اللذيذ؛ كي يقع بين أيدي قرائي الأعزاء؛ لتقع على سطوره عيونهم اللذيذة، فتهنأ به أرواحهم اللذيذة، وقلوبهم اللذيذة، التي تسعى وراء كل لذة وجدانية راقية المعنى والمفهوم والمضمون.
وفقني الله دوما إلى ما فيه سعادة القارئ العربي عامة، والمصري خاصة، وإلى ما فيه إثراء للمكتبة العربية بكل مقتنى نفيس.
والله ولي التوفيق.
أمين سلامة
28 / 2 / 1985م
Bilinmeyen sayfa