أعتقد أن السعادة هي النتيجة المباشرة للذة.
فالكاتب الذي يجد لذة في الكتاب وإمتاع القراء بما يكتب يكون سعيدا بذلك، والرجل حين ينتهي من ملامسة زوجته فإنه يشعر بالسعادة؛ لأنه أتم عمليته التي أسعدته وأسعدت زوجته، وغمرتهما بلذة عارمة.
وهكذا.
والفرق بين اللذة والسعادة - في اعتقادي - أن اللذة لحظات بسيطة جدا، أما السعادة فقد يطول وقتها أكثر، وقد تنتهي في زمن أقل.
ولا ريب في ارتباط اللذة بالسعادة، والسعادة باللذة، وإلا فما هي النتيجة في لذة لا تجلب سعادة، أو سعادة بغير لذة؟
إنهما مرتبطان ارتباطا وثيقا.
واللذات تختلف؛ فمن الناس من يجد لذته في جمع المال وتكديسه وتنميته، ولا تعدلها لذة أخرى في نظره.
وفريق آخر يجد لذته الكبرى في الاستزادة من العلم والتعليم.
وفريق يرى اللذة في النساء وجمالهن والاتصال بهن.
وفريق يرى اللذة في الرياضة بأنواعها، كلعب الكرة أو المشي أو الملاكمة أو بنوع واحد منها. وفريق يجد لذته في إدمان المخدرات، وهنا الطامة الكبرى. وفريق يرى لذته في القراءة، والاعتكاف في المكتبة يقرأ أحاديث الأولين وأحاديث الآخرين، أو يقرأ القصص أو الروايات أو الشعر. وفريق يرى لذته في نقد الناس ومعيشتهم وأحوالهم.
Bilinmeyen sayfa