302

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Soruşturmacı

إحسان عباس

Yayıncı

الدار العربية للكتاب

Yayın Yeri

ليبيا - تونس

Bölgeler
İspanya
İmparatorluklar
Abbâsîler
قرطبة من المرية، وجه أبو جعفر ابن عباس وزيره عن لمة من أصحابنا منهم ابن برد، وأبو بكر المرواني، وابن الحناط، والطبني، فسألهم عني، وقال: وجهوا عنه، فوافاني رسوله مع دابة له بسرجٍ محلى ثقيل، فسرت إليه ودخلت المجلس، وأبو جعفر غائب، فتحرك المجلس لدخولي وقاموا جميعًا إليّ، حتى طلع أبو جعفر علينا ساحبًا لذيل لم ير أحد سحبه قبله، وهو يترنم، فسلمت عليه سلام من يعرف حق الرجال، فرد ردًا لطيفًا، فعلمت أن في أنفه نعرةً لا تخرج إلا بسعوط الكلام، ولا تراض إلا بمستحصد النظام، فرأيت أصحابي يصيخون إلى ترنمه فسألتهم عن ذلك، فقال لي الحناطي، وكان كثير الإنحاء علي، جالبًا في المحافل ما يسوء الأولياء إليّ: إن الوزير حضره قسيم من شعره، وهو يسألنا إجازته. فعلمت أني المراد، فاستنشدته فأنشده، وهو:
مرض الجفون ولثغة في المنطق ... فقلت لمن حضر: لا تجهدوا أنفسكم فلستم المراد؛ فأخذت القلم وكتبت بديهةً:
مرض الجفون ولثغة في المنطق ... سيان جرا عشق من لم يعشق
من لي بألثغ لا يزال حديثه ... يذكي على الأكباد جمرة محرق
يبني فينبو في الكلام لسانه ... فكأنه من خمر عينيه سقي

1 / 306