231

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Soruşturmacı

إحسان عباس

Yayıncı

الدار العربية للكتاب

Yayın Yeri

ليبيا - تونس

في أبيات تشبهه. وجاء اليهودي فأنشدني:
أيمم ركبانهم منعجًا ... وقد ضمنوا قلبك الهودجا - واستمر إلى آخر قصيدته، فأتى بكل حسن، فقال لي ذلك القرطبي: شعر اليهودي أحسن من شعري، قلت: ولا بأس بفهمك إذ عرفت هذا. ولم يزل يتدرب باختلافه إليّ حتى ندي تربه، وطلع عشبه، ثم تفتح زهره، وضاع عبقه. ورآني أستعمل وحشي الكلام في مواضعه ولم يشعر بحسن الوضع فاستعمل شيئًا منه وعرض عليّ، فقلت: استره، فقال: تبخل عليّ به. وعرضه على ابن الإفليلي، فقال له: تنكب هذا الكلام، فقال له: إن أبا عامر يستعمله، فقال: يضعه في موضعه، وهو أدرب منك في استعمال.
وفي فصل له: وربما لاذ بنا المستطعم باسم الشعر ممن يخبط العامة والخاصة بسؤاله، فيصادف منا حالةً غير ذات فضلة، لا تتسع له في كبيرة مبرة، فنشاركه ونعتذر له؛ وربما أفدناه بأبيات يعتمد بها البقالين ومشيخة القصابين، فإذا قرعت أسماعهم، ومازجت أفهامهم، در حلبهم، وانحلت عقدهم، وجل شخص ذلك البائس في عيونهم، فما شئت إذ ذاك من خبزة وثيرة يحشى بها كمه، ورقبة سمينة تدفن في مخلاته، ومن كوز فقاع يصب في فمه، وتينة رطبةٍ يسد بها حلقومه، وسنبوسقة ودكة تدس تحت لسانه

1 / 235