214

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Soruşturmacı

إحسان عباس

Yayıncı

الدار العربية للكتاب

Yayın Yeri

ليبيا - تونس

رمسه، فإنه لو جاور البحر لسده، ولو جاس أبا قبيس لهده. وما أبعد أن تمنيه نفسه الخبيثة الفتك بك، والوثوب عليك، فإن أمره أسخف، وصفاقة مخه أشف، من ألا يجري هذا المجرى، ولا يرمي هذا المرمى؛ وربما ساعده القدر: هذا حمزة قعصه وحشي، وبسطام صرعه عاصم، وكسرى فتك به مرازبة له.
وكتب الوزير أبو مروان ابن الجزيري إلى الوزير أبي عامر ابن شهيد:
قل للوزير الذي بانت فضائله ... وقام فينا مقام الغيث نائله
إذ بان فضل مساعيه وهمته ... بين لنا شرح معنى سال سائله:
أواخر الورد إذ تجنيه ملتقطًا ... أزكى وأعطر نشرًا أم أوائله -
وأي حاليه موجودًا ومفتقدًا ... أولى وأجدر أن ترعى وسائله -
وقد أتاك لتوديع على عجل ... خضرًا مقانعه حمرًا غلائله
فامنحه منك قبولًا واقض نهمته ... من الوداع فقد زمت رواحله فأجابه:
يا سيدًا أرجت طيبًا شمائله ... وشاكهت شعره حسنًا رسائله
وسائلًا لي عما ليس يجهله ... ولا الذي كلف التفضيل جاهله
الورد عهدًا ونشرًا صنو عهدك لا ... تنسي أواخره طيبًا أوائله

1 / 218