لاستفساده لهم وسماحته بهم.
والعرب تقول في العطف على القريب والحمية له وإن لم يكن وادًّا: أنفكَ منكَ وإنْ ذَنَّ وعيصك منك وإن كان أشِبًا وقال قائلهم - وهو حريث بن جابر -:
إذا ظُلِمَ المولَى فَزَعتُ لِظُلْمِه ... فحرَّك أحشائِي وهَرَّتْ كِلابِيا
وقيل لأعرابيٍّ: ما تقول في ابن العم؟ فقال عدوّك وعدوّ عدوّك، ولما مات عبادة بن الصامت بكى عليه أخوه أوس بن الصامت، فقيل له: أتبكي عليه وقد كان يريد قتلك؟ فقال: حركني للبكاء عليه ارتكاضنا في بطنٍ، وارتضاعنا من ثديٍ. . . ودخل رجل من أشراف العرب على بعض الملوك، فسأله عن أخيه، فأوقع به يعيبه ويشتمه، وفي المجلس رجل يشنؤه - يبغضه - فشرع معه في القول، فقال له: مهلًا! إني لآكلُ لحمي ولا أدعه لآكلٍ. . . وقال الشاعر - قيل هو زرارة بن سبيع، وقيل نضلة بن خالد، وقيل دودان بن سعد، وكلهم من بني أسد، شعراء جاهليون، والأبيات من الحماسة:
لَعَمْرِي لَرَهْطُ المرءِ خيرُ بَقيَّةٍ ... عليهِ وإنْ عالَوْا به كُلَّ مَرْكَبِ
مِنَ الجانبِ الأقْصى وإن كان ذا غِنىً ... جزيلٍ ولم يُخْبِرْكَ مِثْلُ مُجَرِّبِ
1 / 42