الكثيرِ العثارِ، ومنهلي العذبَ الذي إليه الإيراد ومنه الإصدار، وعُمدتي في لمِّ شمل الأشباه والنظائر، وكل ما كان من المعاني قد وَشَّجَته القراباتُ والأواصر ولقد تخيرت من المحاضرات سُويداواتِ القلوب وأناسِيَّ العيون، وضممتُ إليها أولاتِ الأرحام مما أغفله الراغب وأثبتَه الآخرون، مثل ابن قتيبة في عيون الأخبار، وابن عبد ربّه في العقد الفريد، وأبي هلال العسكري في ديوان المعاني والنويري في نهاية الأرب، وفلان، وفلان، ولم أجتزئ بذلك، بل زدتُ خيرَ ما أترسّمه مما قرأت وادَّارست طوالَ هذا الدَّهر، فترى خير ما في الكامل للمبرِّد، والأماليّ لأبي عليٍّ القاليّ، وما لا يكاد يُحصى من الدّواوين والأسفار، وما خلّفه لنا الأوائلُ والأواخرُ من عبقريِّ الآثار.
وبعد فليسمح لي القارئُ في أن أزيدَه علمًا بكُنْه هذا المُعْجمِ وحقيقةِ الطريقةِ التي اتّبعتها، والجهودِ الجاهدةِ التي بذلْتُها، والملاحظاتِ التي يصحُّ أن تلاحظَ عليه، والنقدِ الذي ربّما يوجّه إليه؛ فإنّي بما أعتملُ جدّ بصير. . .
وأوّل ذلك وأوْلاهُ بالإشادة والتنويه: أنّي أودعتُ هذا المعجمَ، كما أسلفت؛ خير ما في محاضراتِ الأدباء للراغب، حتى لَيَصحُّ أن يطلق عليه
مقدمة / 9