308

Hazinesi ve Deha

الذخائر والعبقريات

Yayıncı

مكتبة الثقافة الدينية

Yayın Yeri

مصر

Türler

لِمَنْ يكره الموتَ لإساءتِه ولا يكره الإساءةَ في حياتِه!. . . وقال رجل لأبي الدّرداء: ما بالُنا نكره الموتَ! قال: لأنّكم أخْرَبْتم آخرتَكم وعَمَرْتم دُنياكم فكرِهْتُم أن تُنقلوا من العُمرانِ إلى الخرابِ. . . وقال أبو حازم: كلُّ عملٍ تكره الموتَ لأجلِه فدَعْه كيلا تخافَ منه متى أتاك. . .
من أمر ذويه بالبكاء عليه
رُوي عن سيِّدنا رسول الله: (إنَّ الميِّتَ ليُعَذَّب ببُكاءِ أهلِه عليه). . . قال العلماء: أراد صلواتُ الله عليه إذا وَصَّى الميتُ بذلك وأمرَ به على نحو ما كان يفعلُ أهلُ الجاهلية، كقولِ طرفةَ بن العبد:
إذا مِتُّ فانْعَيْني بما أنا أهْلُه ... وشُقِّي عليَّ الجَيْبَ يا ابْنَةَ مَعْبَدِ
وقول الفرزدق:
إذا مِتُّ فانْعَيْني بِما أنا أهلُه ... فَكلُّ جَميلٍ قُلْتِ فيَّ مُصَدَّقُ
وقول ابن المعتز:
إذا مِتُّ فانْعَيْني بما أنا أهلُه ... ولا تَذْخَرِي دَمْعًا إذا قامَ نائِحُ
وَقُولِي: تَوَى طَودُ المَكارِمِ والعُلَى ... وعُطِّلَ ميزانٌ مِن الحِلْمِ راجِحُ
توى: هلَك، وتُقرأ: ثوى والطّود: الجبل العظيم، والحِلم: الأناةُ والعقل وقال بعض العلماء: الأَوْلى: أنْ يقالَ في تأويل الحديث: سماعُ صوتِ البكاء هو نفسُ العَذاب، كما أنّا نُعذَّب ببكاء الأطفالِ، فالحَديث على ظاهره.

1 / 297