الضَّخم، فأعْمِدَ عَمْدَ عيْنٍ إليه، وأحقِّق بذلك ما ترامَت وزارةُ المعارفِ إليه، بيدَ أنّي لما أنعمتُ النظرَ في ذلك الكتاب واستقريتُه رأيتُ من الخيرِ أن يبقى على ما هو عليه، اللهم إلا أنْ يتداركَه أديبٌ ضليع درَّاك، بالضَّبط والشرح والتحرير مما استبدَّ به وطغى عليه وتخوَّنه، من التحريف والتصحيف والأخطاء التي ألوت بمحاسنِه.
ولقد تلامحَ لي، بل بدا لَمْحًا باصرًا: أن الراغب إنّما وضع هذه المحاضراتِ للمُنتهين، لا للشادين، لأن مختاراتِه تكاد تكون خِداجًا مقتضبةً مبتورةً كأنّها مذكراتٌ، أو رؤوس مسائل أملاها الراغبُ لتكون منبهةً للأديب إذا هو استذكرَ بها ما قد اقْتَرأ، فتداعت الأشباهُ وتجاوبتِ النظائرُ، فطاع له المرادُ فحاور وحاضر وناقل وثاقف، فبذَّ الأقران، فاشرأبَّت إليه الأعناق، وثُنيت به - كما يقال - الخناصرُ؛ ومن هنا لا يكاد ينتفع بمُحاضرات الراغبِ غيرُ أولئك الذين اضطلعوا قبلًا بما فيها كاملًا غير منقوصٍ في مظانِّها
مقدمة / 7