160

Development of Biographical Writing of the Prophet

تطور كتابة السيرة النبوية

Yayıncı

الثقافية العامة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٨ هـ

Yayın Yeri

بغداد

Türler

الأندلسيين في هذه المدة «٢٨»، إذ أبرز عوامل عدة كانت وراء هذا العزوف من قبل العلماء الأندلسيين عن الكتابة عن سيرة الرسول وأحواله في هذه القرون آنفة الذكر وتأخرها إلى عصر ابن عبد البر النمري، وهذه العوامل «٢٩» هي: ١. ان الأندلسيين أنتابهم شعور مفاده أن التأليف في السيرة النبوية وفي مغازي الرسول ﵌ هو من اختصاص أهل المشرق وبالذات أهل المدينة المنورة، فقيها نشأ الإسلام وترعرع ونما وأن أبناء الصحابة والتابعين هم الأجدر بالتأليف بالسيرة من غيرهم. ٢. اطلع الأندلسيون في رحلاتهم إلى المدينة على ما تم تأليفه في السيرة مما أدى إلى حصول حدس لديهم بعدم جدوى تكرار ما كتبه سابقوهم. ٣. ان الأندلس لم يكن لها نصيب وافر من الصحابة والتابعين الذين كانوا يروون على مسامع الناس سيرة الرسول ﵌ والحوادث التي مرت به وبصحابته. ٤. لم تكن ظروف المسلمين في الأندلس وفي النصف الأول من القرن الثاني الهجري مواتية بالاتجاه للتدوين التأريخي، فقد كانت عقوده حافلة بالجهاد داخل وخارج شبه الجزيرة الإيبيرية. ٥. عند ما استقرت الظروف في الأندلس بعهد الامارة في منتصف القرن الثاني الهجري اتجه المسلمون فيها إلى العناية بعلوم اللغة العربية والعلوم الشرعية.

(٢٨) ينظر، عجيل، كريم حسن، تطور التدوين التأرخي في الأندلس حتى نهاية القرن الرابع الهجري، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الاداب، جامعة بغداد، ١٩٩٦، ص ٦٢. (٢٩) ينظر، المصدر نفسه، ص ٦٢- ٦٤.

1 / 163