44

Deeds That Continue to Benefit a Person after Death

الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات

Yayıncı

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Yayın Yeri

اليمن

Türler

العمل الخامس بناء المساجد فقوله ﷺ: «أَوْ بَنَى مَسْجِدًا»، وقوله ﷺ: «أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ»، فبناء المساجد من أفضل القربات، ومن أعظم الصدقات الجاريات كيف لا؟ والمساجد بيوت الله تعالى وهي أحب البقاع الى الله تعالى، وفيها تؤدى الصلوات والعبادات، وفيها اجتماع المسلمين وتعارفهم وتآلفهم ووعظهم وتعليمهم أمور دينهم، ومن المسجد يخرج العلماء والدعاة الى الله تعالى والفقهاء والصالحون من الناس، والمسجد هو منبر الإسلام المنيع، ومنارته الشامخة، ولأهمية المسجد ومكانته في الإسلام، كان من أوائل الأعمال التي قام بها النبي ﷺ، فور وصوله المدينة عند هجرته من مكة، ولسنا في صدد ذكر فوائد المساجد وأهميتها، يكفي أن الله أعلا شأنها ورفع مكانتها في كتابه، وجعلها محلا لذكره، وتسبيحه، حيث قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ [النور: ٣٦]، وقد وصف سبحانه من عمرها بالأيمان بالله واليوم الأخر، بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة: ١٨]، قال السعدي في تفسيره: "فوصفهم بالإيمان النافع، وبالقيام بالأعمال الصالحة التي أُمُّها الصلاة والزكاة، وبخشية الله التي هي أصل كل خير، فهؤلاء عمار المساجد

1 / 49