31

Decorating the Student of Knowledge

حلية طالب العلم

Yayıncı

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٦ هـ

Yayın Yeri

الرياض

Türler

لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم. أما الأخذ عن علماء السنة، فالعق العسل ولا تسل. وفقك الله لرشدك، لتنهل من ميراث النبوة صافيًا، وإلا، فليبك على الدين من كان باكيًا. وما ذكرته لك هو في حالة السعة والاختيار، أما إن كنت في دراسة نظامية لا خيار لك، فاحذر منه، مع الاستعاذة من شره، باليقظة من دسائسه على حد قولهم: "اجن الثمار وألق الخشبة في النار"، ولا تتخاذل عن الطلب، فأخشى أن يكون هذا من التولي يوم الزحف، فما عليك إلا أن تتبين أمره وتتقى شره وتكشف ستره. ومن النتف الطريفة أن أبا عبد الرحمن المقرئ حدث عن مرجئ، فقيل له: لم تحدث عن مرجئ؟ فقال: "أبيعكم اللحم بالعظام" (١) . فالمقرئ رحمه الله تعالى حدث بلا غرر ولا جهالة إذ بين فقال: "وكان مرجئًا". وما سطرته لك هنا هو من قواعد معتقدك، عقيدة أهل السنة والجماعة، ومنه ما في "العقيدة السلفية" لشيخ الإسلام أبى عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (م سنة ٤٤٩ هـ)، قال رحمه الله تعالى (٢): ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالأذان وقرت في القلوب، ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت وفيه أنزل الله ﷿ قوله: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" أهـ.

(١) - الخطيب في "جامعة" (١/٢٢٤) . (٢) - (ص١٠٠)

1 / 168