Debate Between Islam and Christianity
مناظرة بين الإسلام والنصرانية
Yayıncı
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
Baskı
الثانية
Yayın Yılı
١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م
Yayın Yeri
الرياض - المملكة العربية السعودية
Türler
يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ﴿وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ
مُسْتَقِيمٌ﴾ (١) .
ويقول الله ﷾ بدءً من الآية الثامنة والثمانون من السورة نفسها " سورة مريم " ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا﴾ ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾ ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا﴾ ﴿أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾ ﴿وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾ ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ ﴿لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا﴾ ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ (٢) .
وقبل أن أقدم إليكم الأستاذ العلامة الجليل الشيخ إبراهيم خليل أحمد أود أن أقدم بمقدمة قصيرة عن السر أو المعجزة التي أذاعها رسول اللُه ﷺ وهي واحدة من معجزاته التي لا يحصيها العد ولا يحيط بها الإحصاء. لما قال النبي ﷺ: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا بشر فقولوا عبد الله ورسوله» (٣)، فالرسول ﷺ بهذا يشير إلى حقيقة الحقائق وإلى أساس الضلالات حينما يغالي الناس في الحب أحيانا وحينما يغالي الناس في الكراهية أحيانا، فقد ينظرون إلى شخص واحد فيرفعه بعضهم إلى إله ويهوي به البعض الآخر إلى شيطان رجيم والمثل هو عيسى بن مريم ﵇. فعيسى بن مريم نظر إليه قومه فمنهم من أحبه وأسرف في حبه فبالغوا وغالوا وجعلوا منه إلها. والله ﷾ يقول لهؤلاء في الآية الحادية والسبعين بعد المائة من سورة النساء ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ
(١) سورة مريم، الآيات ١٦ - ٣٦.
(٢) سورة مريم، ٨٨ - ٩٥.
(٣) الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري ٤ / ١٢٧، ومسلم ٧ / ٣٤٣، من حديث عمر بن الخطاب، وانظر الكلام حول هذا المقام: (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) ص١٧٥.
1 / 175