231

وقد كان حدث من أسد الدين محمد بن حسن بن علي بن رسول، حادث وهو انه لما ضاقت مذاهبه ورجع خائبا من اليمن رمى بنفسه على حين غفلة إلى نواحي ذمار، وكتب سلطان اليمن المظفر إلى الإمام -عليه السلام- يخبره أنه قد طرده من قطره ويفتخر بذلك، فجرد الإمام -عليه السلام- الأميرين الكبيرين أسد الدين محمد بن سليمان بن موسى وهبة الله بن الفضل العباسي العلوي إلى الجهات الذمارية، فهرب أسد الدين لا يلوي على أحد حتى بلغ إلى ذروان حصن الورد بن ناجي، وحينئذ سببت الأسباب في تسليم حصن براش وكان في يده على أمور يرومها من الإمام -عليه السلام- [فلم](1) يلتفت الإمام -عليه السلام- عليه لعقود الصلح بينه وبين المظفر. فلما آيس عدو الله ولى هاربا في المشرق حتى دخل بلاد مذحج جارا، وقد كان الإمام -عليه السلام- حارب أهل براش حربا عظيما واستشهد جماعة من المجاهدين، ونهض الإمام -عليه السلام- حتى حط بالجنات من اعلى البون فأقام أياما ووصل إليه كتاب من الأمير الكبير المتوكل أحمد بن المنصور بالله -عليه السلام- وقد كان باقيا في ظفار، فتقاصر عليه الحال وطال عليه الانتظار وكتب أبياتا إلى الإمام -عليه السلام- يستنجز بها وعده ويستعطف بها قلبه -عليه السلام- منها:

عيذك أن تنافيني مطالا

وكان الحق إن أنصفت أني

?

?

وقد صدقت سواي بك الظنون

و(إن أخرت أولهم أكون)(2)

Sayfa 317