138

ولما تراءى العسكران وتقدم المجاهدون إلى مراكزهم في القتال ترجل الإمام -عليه السلام- عن فرسه، لكون الموضع لا حيلة فيه للخيل، ثم أخذ سيفه ودرقته وعمد قلب [العسكر](1) عسكر العدو حتى بلغ حيث لم يبلغ الشجعان ثم أشتد الحرب وكان[371] أعداء الله فيهم رماة بالنشاب أهل بأس شديد، وكثرت(2) الجراحات، ثم أنشأ الله سحابة، فهطلت في المارق فتفرق الناس فانجلت المعركة عن خمسة من المجاهدين رحمهم الله، وقل من سلم ممن باشر القتال من النشاب والحجارة، وقتل من أعداء الله جماعة فيما بلغ. ورجع الإمام -عليه السلام- إلى قرية حضور ثم تقدم [الإمام](3) -عليه السلام- إلى حصن ثلا وكانت هذه الغزوات في شهر ربيع سنة ست وأربعين(4).

دخول السلطان عمر بن علي بن رسول صنعاء:

لما استقر السلطان عمر في صنعاء، وصل إلى الإمام -عليه السلام- قبائل قدم(5) وحمير [وغيرهم](6) من قبائل المغرب والظاهر وغيرها، وقالوا: إن هذا السلطان قد نال من العرب وخصوصا من أهل المذهب الزيدي ما لم ينله غيره، وهانحن هؤلاء(7) باذلون لك الأنفس والأموال ولعل الله [تعالى](8) يجعل على يديك فرجا فأجابهم -عليه السلام- وقال: إن ذلك مطلوبنا وقصدنا والذي لأجله قمنا.

نزول المغرب(9):

Sayfa 223