Şam'da Emevi Devleti
الدولة الأموية في الشام
Türler
وتطورت الأسلحة منذ عهد الجاهلية إلى زمن الأمويين، فاقتبس العرب أنواعا عديدة من الأسلحة الحربية كالمجانيق والرتيلة والعراوة والرمي بالبنجكان والزرق بالنفط والنيران، وراحوا يتعلمون الفنون والأساليب العسكرية الفارسية، فقسموا جيوشهم إلى فرق عرفت بالميمنة والميسرة والقلب والجناح والطليعة والكمين، ونظموا ثيابهم وأمتعتهم وأجهزتهم، فأخذوا عنهم السراويلات والأقبية والطبول والبنود والخود والأعلام.
ولدينا وثيقة تاريخية تثبت لنا أن العرب اقتبسوا بعض هذه الفنون عن الفرس، قال أحد الأعاجم - يفتخر على العرب في هذا المعنى: «إنما كانت رماحكم من مران، وأسنتكم من قرون البقر، وكنتم تركبون الخيل في الحرب أعراء، فإن كان الفرس ذات سرج فسرجه رحالة من أدم، ولم يكن ذا ركاب، والركاب من أجود آلات الطاعن برمحه والضارب بسيفه، وربما قام فيهما أو اعتمد عليهما، وكان فارسكم يطعن بالقناة الصماء، وقد علمنا أن الجوفاء أخف محملا وأشد طعنة، وتفخرون بطول القناة ولا تعرفون الطعن بالمطارد، وإنما القنا الطوال للرجالة والقصار للفرسان والمطارد لصيد الوحش ... ولا تعرفون البيات ولا الكمين ولا الميمنة ولا الميسرة ولا القلب ولا الجناح ولا الساقة ولا الطليعة ولا النفاضة ولا الدراجة، ولا تعرفون من آلة الحرب الرتيلة ولا العراوة، ولا المجانيق ولا الدباب، ولا الخنادق ولا الحسك، ولا تعرفون الأقبية ولا السراويلات ولا تعليق السيوف ولا الطبول ولا البنود والتجفافيف ولا الجواشن ولا الخود ولا السواعد ولا الأجراس ولا الوهق والرمي بالبنجكان ولا الزرق بالنفط ولا النيران، وليس لكم في الحرب صاحب علم يرجع إليه المنحاز ويتذكره المنهزم، وقتالكم إما سلة وإما مزاحفة، والمزاحفة على مواعد متقدمة، والسلة مسارقة وفي طريق الاستلاب والخلسة.»
49 (9) السباق
أقام الخلفاء الأمويون حفلات جليلة للسباق، وكانوا يعدون الخيل ويروضونها ويستجلبونها من البلاد البعيدة، وكان يشترك في بعض الحفلات المولعون والغواة من جميع أقطار المملكة، وقد تعلن الحكومة عن ميعاد السباق وتنشر أخباره، فبذل الناس الأموال في سبيل الحصول على الجوائز والمفاخرة بخيولهم المجلية والمصلية، ويروي لنا المؤرخون أن بعض الخلفاء كانوا يقتنون الخيول للسبق فقال ابن عبد ربه: «وكان هشام بن عبد الملك رجلا مسبقا لا يكاد يسبق، فسبقت له فرس أنثى وصلت أختها ففرح لذلك فرحا شديدا»،
50
واشتهر منهم الفرسان الأبطال كالوليد بن يزيد، قال الجاحظ: «كان عمر بن الخطاب يأخذ بيده اليمنى أذن فرسه اليسرى ثم يجمع جراميزه
51
ويثب، فكأنما خلق على ظهر فرسه، وفعل مثل ذلك الوليد بن يزيد وهو يومئذ ولي عهد هشام.»
52
وبذلت الحكومة الأموال لتشجيع السباق حتى يكون غيظا للعدو، ذكروا أن سليمان بن عبد الملك «أمر أهل مملكته أن يقودوا الخيل بسبق بينهم، فمات من قبل أن تجري الحلبة، فلما ولي عمر بن عبد العزيز أبى أن يجريها، فقيل له: يا أمير المؤمنين تكلف الناس مئونات عظاما وقادوها من بلاد بعيدة وفي ذا غيظ للعدو، فلم يزالوا يكلمونه حتى أجرى الحلبة وأعطى الذين سبقوا، ولم يخيب الذين لم يسبقوا، أعطاهم دون ذلك.»
Bilinmeyen sayfa