Şam'da Emevi Devleti
الدولة الأموية في الشام
Türler
1
وأما جند دمشق فكان يشتمل على الغوطة وقراها وبساتينها.
ولما امتدت الفتوح أطلق العرب على البصرة والكوفة اسم المصرين أو العراقين، وجعلوا مصر مقاطعة بذاتها، وقد ذكر الجغرافيون أن أشهر مدنها كانت الفسطاط وعين الشمس والفرما والعريش وبوصير والإسكندرية وإيلة، وكانت الولايات العجمية كالأهواز وتستر وجور وأصطخر وحلوان وتلقب بفارس، أما خراسان فكانت تشمل الري ومرو وهراة وبلخ وخوارزم وجرجان وكابل وسمرقند وفرغانة ودينور وطبرستان وأصبهان وغيرها، وقد غير العباسيون هذه التعاليم الجغرافية ونظموها تنظيما أقرب إلى الكمال والدقة.
2 (3) جغرافية الدولة الأموية
ذكرنا لك هذه الأقسام الجغرافية لتتعرف إلى المملكة الأموية، وكل قصدنا من إيرادها أن نظهر أن الدولة الأموية اهتمت اهتماما كليا في عمارة سورية، وبذلت الأموال الطائلة في تشييد مدنها وتزيين أسواقها ومرافقها بالنسبة إلى غيرها من المقاطعات الإسلامية، وكانت الخزينة كريمة في صرف أموال الجباية والخراج المجلوبة من الولايات الفارسية والتركستانية والمصرية وغيرها في سبيل إنشاء المدن السورية وتنظيم العاصمة دمشق. (3-1) دمشق
أجمع المؤرخون والجغرافيون العرب على أن دمشق هي بلد قد وهبتها الطبيعة جمالا فائقا، فتراها كثيرة الأنهار وافرة الجنان، قال ياقوت: «قل أن تمر بحائط إلا والماء يخرج منه في أنبوب إلى حوض يشرب منه ويستقي الوارد والصادر، وما رأيت بها مسجدا ولا مدرسة ولا خانقاها إلا والماء يجري في بركة في صحن هذا المكان ويسبح في منصته»،
3
وهي نضيرة البقاع تحيط بها من جميع جهاتها الجبال وأشهرها جبل قاسيون، وتمتاز بكثرة الفواكه، حتى إنها تحمل إلى مصر وحران، ويصف المقدسي دمشق فيذكر شيئا عن أحوال اجتماعها فيقول: «دمشق هي مصر الشام ودار الملك أيام بني أمية وثم قصورهم وآثارهم، بنيانهم خشب وطين، أكثر أسواقها مغطاة ولهم سوق على طول البلد مكشوف حسن ... وهو بلد قد خرقته الأنهار وأحدقت به الأشجار وكثرت به الثمار مع رخص أسعار، لا ترى أحسن من حماماتها ولا أعجب من فواراتها ولا أجزم من أهلها ... وهي طيبة جدا غير أن في هوائها يبوسة ... ولحومها عاسية ومنازلها ضيقة وأزقتها غامة وأخبازها ردية، والمعايش بها ضيقة.»
4 (أ) الصالحية
ويصفها القلقشندي ثم يذكر الصالحية فيقول: «وهي مدينة عظيمة البناء، ذات سور شاهق ولها سبعة أبواب: باب كيسان، باب شرقي، باب توما، باب الصغير، باب الجابية، باب الفراديس، الباب المسدود، وهي ... حسنة الترتيب، جليلة الأبنية، غوطتها أحد مستنزهات الدنيا العجيبة المفضلة على سائر مستنزهات الدنيا ... بها الجوامع والمدارس والزوايا والأسواق المرتبة والديار الجليلة المذهبة السقف المفروشة بالرخام المنوع، ذات البرك والماء الجاري، وربما جرى الماء في الدار الواحدة في أماكن منها، والماء محكم عليها من جميع نواحيها، وغالب بنائها بالحجر، وعناية أهلها بالمباني كثيرة، ولهم في بساتينهم منها ما تفوق به وتحسن بأوضاعه، ويستعمل في عماراتها خشب الحور وأجل حاضرتها ما هو في جانبيها الغربي والشمالي.
Bilinmeyen sayfa