دعوة الرسل عليهم السلام
دعوة الرسل عليهم السلام
Yayıncı
مؤسسة الرسالة
Baskı Numarası
الأولى ١٤٢٣هـ
Yayın Yılı
٢٠٠٢م
Türler
وهو سؤال بسيط، لكنه يبين بعدهم عن الفطرة السليمة، وشذوذهم المخالف لأسباب الوجود، فقد أوجد الله الحياة على أساس تزاوج الذكر والأنثى، وسار على ذلك أمر الناس إلى يومهم هذا، فما بالهم يشذون، ويأتي الذكر مثيله؟!!
وبين لهم ﵇ أن فعلهم عدوان وظلم، حيث قال: ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ ١.
وعرفهم أن ذلك إسراف وجهل، ومضاد للفطرة، وكله فحش وضياع، قال لهم: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ ٢، قال تعالى: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ ٣.
ووضح لهم أن التمادي في هذه الفاحشة قطع للنسل، وعدوان على الرجال، وقتل للحياء ... وسوف يتحملون وزره، ووزر من يأتي به إلى يوم القيامة؛ لأنهم المخترعون له، ولم يسبقهم أحد إلى فعله، قال لهم ﵇: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ، أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ ٤، بين لهم، ونصحهم، وخوفهم من عذاب الله ... في الدنيا، وفي الآخرة ...
لكن ... القوم أعموا أبصارهم، وبصائرهم، واستهزءوا به، وردوا عليه: ﴿ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ ٥.
١ سورة الشعراء آية: ١٦٦.
٢ سورة الأعراف آية: ٨١.
٣ سورة النمل آية: ٥٥.
٤ سورة العنكبوت الآيات: ٢٨، ٢٩.
٥ سورة العنكبوت آية: ٢٩.
1 / 151