Ayet ve Surelerin Tefsiri Üzerine
درج الدرر في تفسير الآي والسور
Soruşturmacı
(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)
Yayıncı
مجلة الحكمة
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Yayın Yeri
بريطانيا
Türler
إلى الأصل لأنه باقٍ على أصل الفطرة (١). ﴿لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ﴾ أي، معناه: وكتابته. ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ جمع أمنيَّة وهي القراءة، قال الله تعالى: ﴿إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ (٢). ونصب الأماني لأنه مستثنى عن منصوب كقولك: ما رأيتُ زيدًا إلا وجهَهُ (٣) ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ أي: وما هم إلَّا ظانين (٤)، قال الله تعالى: ﴿إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (٢٣)﴾ (٥).
﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ﴾ نزلت في أحبار اليهود، وفيها دلالة أنهم أسوأ حالًا وأَشدُّ ذمًا من الأُميين. والويل: الحزنُ والبؤس ومشقة العذاب (٦). قال الفراء (٧): الأصل فيه: وَيْ ثم وُصِلَتْ به اللام
(١) المراد بهم الأميون من اليهود. والأُمِّي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب، ومنه قوله ﷺ: "إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب" [أخرجه البخاري (١٩١٣) ومسلم (١٠٨٠/ ١٥)]. ولابن عباس ﵄ تفسير مغاير لهذا فقال في قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ﴾ الأميون: قوم لم يصدقوا رسولًا أرسله الله ولا كتابًا أنزله الله فكتبوا كتابًا بأيديهم، ثم قالوا لقوم سفلة جهال: "هذا من عند الله". [أخرجه الطبري عن ابن عباس ﵄ (٢/ ١٥٤) وذكره ابن كثير في تفسيره (١/ ١٦٧) وقال: في صحة هذا عن ابن عباس بهذا الإسناد نظر].
(٢) سورة الحج: ٥٢.
(٣) ﴿إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ هذا استثناء منقطع، لأن الأمانِي ليست من جنس الكتاب ولا مندرجة تحت مدلوله، وهو هو المنقطع، ولكن شرطه أن يُتَوَهَّم دخوله بوجهٍ ما كقوله تعالى: ﴿مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ﴾ [النساء: ١٥٧].
ومنه قول النابغة:
حَلَفْتُ يمينًا غيرَ ذي مَثْنَوِيَّةٍ ... ولا عِلْمَ إلا حُسْنُ ظنٍّ بصاحبِ
لأن بذكر العلم استحضر الظن.
[الكتاب (١/ ٣٦٥) - القرطبي (٢/ ٥) - الدر المصون (١/ ٤٤٦) - ديوان النابغة ص ٥٥].
(٤) "إنْ" نافية بمعنى ما، وإذا كانت نافية فالمشهور أنها لا تعمل عمل "ما" الحجازية، وأجاز بعضهم ذلك وهو ما ذهب إليه سيبويه في "الكتاب"، وأنشدوا قول الشاعر:
إنْ هو مستوليًا على أحدٍ ... إلا على أَضْعَفِ المجانينِ
[الدر المصون (١/ ٤٤٨) - الكتاب (٢/ ٣٠٦) - المقرب (١/ ١٠٥)].
(٥) سورة فاطر: ٢٣.
(٦) وهو مروي عن ابن عباس ﵄ قال في قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ﴾ يقول: العذاب عليهم [أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢/ ١٦٣)].
(٧) لم أجده عند الفراء ولكن ذكره القرطبي (٢/ ٨) والسمين الحلبى (١/ ٤٥٠).
1 / 213