134

Tefsir Dakikaları

دقائق التفسير

Araştırmacı

د. محمد السيد الجليند

Yayıncı

مؤسسة علوم القرآن

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٠٤

Yayın Yeri

دمشق

وَاشْفَعْ تشفع وَهَذَا كُله فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا
وَأما من قيل لَهُ تقدم وَلم يعرف أَنه غفر لَهُ مَا تَأَخّر فيخاف أَن يكون ذَهَابه إِلَى الشَّفَاعَة قبل أَن يُؤذن لَهُ فِي الشَّفَاعَة ذَنبا فَتَأَخر لكَمَال خَوفه من الله تَعَالَى وَيَقُول أَنا قد أذنبت وَمَا غفر لي فَأَخَاف أَن اذنب ذَنبا آخر فَإِن النَّبِي ﷺ قَالَ
لَا يلْدغ الْمُؤمن من جُحر مرَّتَيْنِ
وَمن مَعَاني ذَلِك أَنه لَا يُؤْتى من وَجه وَاحِد مرَّتَيْنِ فَإِذا ذاق مَا فِي الذَّنب من الْأَلَم وَزَالَ عَنهُ خَافَ أَن يُذنب ذَنبا آخر فَيحصل لَهُ ذَلِك الْأَلَم وَهَذَا كمن مرض من أَكلَة ثمَّ عوفي فَإِذا دعِي إِلَى كل شَيْء خَافَ أَن يكون مثل ذَلِك الأول لم يَأْكُلهُ يَقُول قد أصابني بِتِلْكَ الْأكلَة مَا أصابني فَأَخَاف أَن تكون هَذِه مثل تِلْكَ ولبسط هَذِه الْأُمُور مَوضِع آخر
فصل
قَالَ تَعَالَى ﴿وَجعلُوا لله شُرَكَاء الْجِنّ وخلقهم وخرقوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَات بِغَيْر علم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يصفونَ بديع السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَنى يكون لَهُ ولد وَلم تكن لَهُ صَاحِبَة وَخلق كل شَيْء وَهُوَ بِكُل شَيْء عليم﴾ فَإِن قَوْله ﴿بديع السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ أَي مبدعهما كَمَا ذكر مثل ذَلِك فِي الْبَقَرَة وَلَيْسَ المُرَاد أَنَّهُمَا بديعة سماواته وأرضه كَمَا تحتمله الْعَرَبيَّة لَوْلَا السِّيَاق لِأَن الْمَقْصُود نفي مَا زعموه من خرق الْبَنِينَ وَالْبَنَات لَهُ وَمن كَونه اتخذ ولدا
وَهَذَا يَنْتَفِي بضده كَونه أبدع السَّمَوَات ثمَّ قَالَ ﴿أَنى يكون لَهُ ولد﴾ وَذكر ثَلَاثَة أَدِلَّة على نفي ذَلِك
أَحدهَا كَونه لَيْسَ لَهُ صَاحِبَة فَهَذَا نفي الْولادَة الْمَعْهُودَة وَقَوله ﴿وَخلق كل شَيْء﴾ نفي للولادة الْعَقْلِيَّة وَهِي التولد لِأَن خلق كل شَيْء يُنَافِي تولدها عَنهُ وَقَوله

2 / 122