فتنهد باسي وقال: إن من كان محبوبا من الجميع، فهو غير محبوب من أحد. - إذا دعني أزوجك؛ لأني سأظفر لك بفتاة يكون لك بها قرة لعينك وهناء لقلبك، فتذيقك من حلاوة العيش ونعيم الحياة ما لم تشعر به من قبل. - إني لا أنكر وجود النعيم يا سيدتي، ولكن هذا النعيم لم يخلق لي. - أنت مخطئ؛ لأني سأجد لك هذا النعيم ... فقل لي أتريد أن أزوجك؟ - نعم ولا. - قد فهمت الآن؛ لأنك لا بد أن تكون عاشقا لفتاة لا سبيل لك إلى الزواج بها. - هو ما تقولين يا سيدتي، وأنا أعترف لك بالحقيقة. - ولكن طب نفسا، فسأشفيك من هذا الداء. - ربما، ولكنني لا أظنك تقوين على إيجاد الدواء. - لا، بل سأجعلك سعيدا كما تستحق. - إني أؤثر أن أبقى على ما أنا فيه من الشقاء ... فما خلقت لأكون سعيدا! - إذا، سر بنا إلى حيث نحن ذاهبان ... فتجد أني صادقة فيما أقول. - وإلى أين أنتما ذاهبان؟ - إلى قصر البارون دي ماريدور.
فاضطرب باسي وعبق وجهه بالاحمرار، ثم تجاهل بمعرفته هذا البارون، وقال بعد أن ملك روعه: من عسى أن يكون هذا البارون؟ - هو شخص من أصدقائنا، وهو صاحب هذه القرية التي تسمى باسمه، وله فتاة تدعى ديانا، وهي من أجمل فتيات هذا الزمن.
فهيا بنا إلى هذا القصر ... فأنت واجد فيه ما ذكرته لك من النعيم.
فتنهد باسي تنهدا طويلا، أخفاه وهو يمتطي جواده.
وسار الثلاثة سيرا بطيئا إلى قصر ماريدور، وامرأة سانت ليك لا تفتر عن محادثته بشأن الزواج، وهي تذوب شوقا للوقوف على سر غرامه. •••
وما كان أشد عجب امرأة سانت ليك، عندما دخلوا إلى قصر البارون.
فلم يخرج لاستقبالهم غير ذلك الشيخ الجليل، وقد أحنت ظهره الأيام، وبيضت شعره السنون، وأنحلت محياه الكوارث.
فبرز إلى ضيوفه وهو يتوكأ على عصاه، مرتديا بثوب أسود، إشارة إلى الحداد.
فأنكرت حنة هذا الهزال وهذا السواد، وأجالت في الغرفة نظرا مضطربا تبحث عن ديانا.
فلم تجدها ...
Bilinmeyen sayfa