وهو الحث على خلع طاعة الملك، ووجوب التعاضد على تعيين أخيه الدوق دانجو.
ولما فرغ الخطباء، دخل خادم وأسر إلى الرئيس كلاما أجابه عليه بإشارة الامتثال.
ثم وقف وقال: هو ذا الدوق دانجو قادم إلينا.
ولم يكد يتم كلامه حتى دخل الدوق مصفر الوجه، وعليه ملامح الاضطراب، ودخل معه المسيو دي مونسورو وهو أيضا بملابس الرهبان.
فأجال الدوق في الحضور نظرا مضطربا، ثم صعد إلى العرش فجلس فيه هنيهة ريثما سكن ثائر القوم وفرغوا من التهليل، ووقف المسيو دي مونسورو فقال: أيها الكاثوليكيون الأحرار، إن الدوق الجالس على هذا العرش يحب أن يتكلم فاسمعوه.
فصاح الجميع: ليحي الدوق، ليحي منقذ فرنسا ... ليعش مؤيد الكثلكة وحافظ الوطن، وليسقط الظلم ومؤيدوه.
وبعد أن فرغ القوم من هذا الهتاف، وقف الدوق وقال بصوت مضطرب: أيها القوم، إني لم أستطع أن أحيط بنظري الضعيف جميع أنحاء هذا المعمور المتسع ... فأوقفته على فرنسا وطني المحبوب الذي نشأت فيه، فرأيت أن الدين المقدس قد تقوضت معالمه وانهدت أركانه، وأصبح ألعوبة بأيدي الكفرة الظالمين، ومضغة في أفواه الهازئين، وأحبولة لقنص أغراض نصبها ذوو المآرب والغايات.
وهو ديننا القويم، الذي تفيض نفسي حزنا ... لبلوغه إلى هذا الانحطاط.
وحدث هياج بين الحضور؛ لأن كلام الدوق كان فيه إشارة ظاهرة إلى وجوب الانتصار للدين، ولو بإثارة الحرب على الذين قد اتهموا بالزيغ عن محجته.
وصبر الدوق هنيهة ثم عقب قائلا: ولقد وصل صوت تمرمر الشعب إلى أذني ... وهاجت عواطف الدين مكامني ... وسألني نبلاء فرنسا وأعيانها أن أسرع إلى الأخذ بناصر الكثلكة، وأضعها في مقامها الذي يجب أن تكون فيه، فدفعتني تلك العواطف إلى تلبية هذه الدعوة وإجابة أولئك النبلاء ... فمددت ذراعي إلى أولئك المستنصرين ...
Bilinmeyen sayfa