85

Kan ve Adalet: On Yedinci Yüzyılda Kan Nakli Tarihini Yazan Parisli Doktorun Hikayesi

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Türler

شكل 6-1: «من الحمل إلى الإنسان» (بورمان، 1705). نسخت بتصريح من المكتبة الوطنية الأمريكية للطب.

مر وقت بعد الظهيرة في سلام؛ لذا حث دوني مريضه على تناول وجبة عشاء غنية ثم الخلود إلى النوم. وفي الساعة التاسعة، رقد الشاب في الفراش، وفي العاشرة كان قد نام. وعلى النقيض التام من الأيام السابقة التي لم يكن يقدر فيها على الاستيقاظ، وجد الشاب صعوبة في النوم واستيقظ في الثانية فجرا. وبحلول الساعة الرابعة شعر بالملل وقرر أن يبدأ يومه. لقد كانت بداية لبقية حياته. وعلق دوني:

في اليوم التالي نام لمدة أطول قليلا، ومنذ ذلك الحين استطاع بسهولة أن يتغلب على الشعور بالنعاس، بعد أن كان يحاول النوم من قبل دون جدوى؛ والآن لا يفوته الاستيقاظ مبكرا من تلقاء نفسه. وهو ينفذ ما يطلب منه بمنتهى الخفة مهما كان، ولم يعد يعاني من بلادة الروح ولا ثقل الجسد، اللتين جعلتاه في حال لا تمكنه من فعل أي شيء. وزاد وزنه بوضوح، وباختصار، أصبح مثارا لدهشة كل من يعرفه ويعيش معه.

أزكى النجاح البادي لهذه التجربة حماس دوني لتلك الطريقة. فبقدر ما كان يرى، فقد بدا أن نقل الدم مقدر له الاستمرار. دعا دوني الفتى ليأتي إلى منزله خادما - سواء بدافع الإحسان أو بدافع الفضول. وبالنظر إلى الحادث، متمتعين بميزة مرور أكثر من 300 عام إضافي على علم الطب، يبدو أن التفسير الأرجح لتعافي الشاب لم يكن بسبب نقل الدم بل كان بسبب توقف فصد الدم. إن نزيف الأنف يشير إلى أن الشاب ربما استجاب استجابة عكسية لدم الحمل، لكنها لم تكن قوية لدرجة تسبب له ضررا دائما.

شكل 6-2: «من الكلب إلى الإنسان» (سكالتيتوس، 1693). نسخت بتصريح من المكتبة الوطنية الأمريكية للطب.

نقل الدم يتحول إلى واقع

لقد مر 200 عام قبل أن يبدأ الأطباء في اكتشاف التعقيدات التي تدخل في عملية نقل الدم، وعندئذ كشفوا عن مدى خطورة تلك العملية في حقيقة الأمر؛ إذ ثبت أن الدم لم يكن سائلا أحمر بسيطا، بل هو عضو حي يتكون من عدة أنواع مختلفة من الخلايا التي يؤدي كل منها دورا مختلفا في جميع أجزاء الجسم. فخلايا الدم الحمراء تنقل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة، وتمكن الدم من نقل ثاني أكسيد الكربون في الاتجاه المعاكس. وتحارب خلايا الدم البيضاء الأمراض، بينما تؤدي الصفائح الدموية دورا حيويا في تجلط الدم. وتسبح هذه الكتل الصلبة في سائل البلازما. وسرعان ما وجد العلماء أنه عند السماح للدم بالتجلط، ظهرت لهذا السائل خواص مختلفة بعض الشيء عن البلازما، فسموه مصل الدم.

وفي عام 1875، استخرج عالم الفسيولوجيا الألماني ليونارد لاندويس، الذي كان يعمل في جرايفسفالد، خلايا دم حمراء من دم الحملان، وخلطها بأمصال مأخوذة من دم حيوان آخر، كالكلب مثلا، وأبقى الخليط في حرارة الجسم الطبيعية. وعندما نظر في المجهر، وجد أن خلايا الدم الحمراء انفجرت خلال دقيقتين تقريبا. كان من الواضح أن ما حدث لن يكون أمرا جيدا إن تم داخل جسم الإنسان. فخسارة خلايا الدم الحمراء تعني صعوبة انتقال الغازات إلى أجزء الجسم المختلفة. كما كان لاندويس يعلم أن هلاك الخلايا الحمراء كان له أثر آخر. فخلايا الدم الحمراء غنية بالبوتاسيوم، ومن ثم سيسبح هذا الأيون في مجرى الدم. فعلى الرغم من أن البوتاسيوم أحد العناصر الحيوية للجسم، فإن التركيز العالي للبوتاسيوم في الدم ذو أثر قاتل ويمكنه أن يمنع عضلات القلب من الانقباض. سيشعر الشخص عندئذ بآلام في الذراعين والصدر، ويعاني فعليا من سكتة قلبية.

في ضوء هذه المعلومة، يبدو أمرا عجيبا أن يظل أي فرد على قيد الحياة بعد نقل الدم إليه من نوع مختلف، رغم أن لاندويس عندما راجع كل الحالات المسجلة لنقل دم الحيوانات إلى الإنسان، وجد أنه في نحو ثلث الحالات لم يعان الشخص من أضرار طويلة المدى. والتفسير الأرجح هو أنهم لم يتلقوا كمية كبيرة جدا من الدم، ومن ثم تمكن الجسم من احتمال التأثير. ومع ذلك، ظل بعض الأطباء يدافعون عن نقل الدم من الحيوان إلى الإنسان حتى عام 1928.

وبعد ربع قرن من اكتشاف لاندويس، دفع النمساوي كارل لاندشتاينر هذا العلم خطوة أخرى إلى الأمام؛ إذ بدأ لاندشتاينر يدرس استجابة الدم المأخوذ من أشخاص مختلفين عندما يختلط في تركيبات مختلفة. وكانت عيناته الأولى مأخوذة من 22 شخصا كانوا يعملون معه في معمله. وفي بعض الحالات، وجد أن كرات الدم الحمراء تتكتل عندما يخلط مصل دم من شخص ما مع الدم الكامل لشخص آخر. وفي تركيبات أخرى، لم يحدث مثل هذا التلاصق. لقد حقق هذا الرجل الطويل النحيل وقتئذ اكتشافا شكل أساسا لما صار لاحقا صناعة نقل الدم. فقد رأى أنه من الممكن تصنيف الناس في ثلاث مجموعات تبعا لفصيلة دمهم؛ وسمى تلك المجموعات

Bilinmeyen sayfa