421

Delail-i Nübüvvet

دلائل النبوة

420 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن زر: أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم: نا أبي: نا أبو صالح كاتب الليث، قال: فحدثني عبد الله بن لهيعة، عن قيس بن الحجاج، عمن حدثه، قال: لما فتحت مصر، أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤنة من أشهر العجم، فقالوا: أيها الأمير! إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها، قال لهم: وما ذاك، قالوا: إذا كانت ثنتا عشرة ليلة يخلون من هذا الشهر، عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أبويها، فجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيانها في هذا النيل، فقال عمرو: إن هذا أمر لا يكون أبدا في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما كان قبله، فأقاموا بؤنة، وأبيب، ومسرى -يعني: ثلاثة أشهر- لا يجري قليلا ولا كثيرا، حتى هموا بالجلاء منها، فلما رأى ذلك عمرو، كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب عمر: إنك قد أصبت الذي فعلت، وإن الإسلام يهدم ما كان قبله، وبعث ببطاقة في داخل #601# كتابه، وكتب إليه: إني قد بعثت إليك ببطاقة في داخل كتابي إليك، فألقها في النيل، فلما قدم الكتاب إلى عمرو بن العاص، أخذ البطاقة ففتحها، فإذا فيها: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أما بعد: فإنك إن كنت تجري من قبلك، فلا تجر، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك، فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك، فألقى البطاقة في النيل قبل الصليب بيوم، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها؛ لأنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل، فألقوا البطاقة يوم الصليب، فأصبحوا وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة، وقطع الله تلك السنة السوء عن أهل مصر إلى اليوم.

Sayfa 600