مُنْزَفٌ إِذَا أَذْهَبَ عَقْلَهُ الشَّرَابُ، وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ:
لَعَمْرِي لَئِنْ أَنْزَفْتُمُ أَوْ صَحَوْتُمُ ... لَبِئْسَ النَّدَامَى كُنْتُمُ آلَ أَبْجَرَا
وَفِي مَثَلٍ مِنَ الْأَمْثَالِ: أَجْبَنُ مِنَ الْمَنْزُوفِ ضَرِطًا.
قَالَ بَعْضُهُمْ: الْمَنْزُوفُ: دَابَّةٌ بَيْنَ الْكَلْبِ وَالذِّئْبِ إِذَا صِيحَ بِهَا ضَرَطَتْ، وَأَنْشَدَ:
بِأَجْبَنَ فِي الْحَرْبِ مِنَ الْمَنزُوفِ إِذْ يَضْرِطْ
وَقَالَ غَيْرُهُمْ: كَانَ رَجُلٌ جَبَانٌ دَفَعَتْ عَلَيْهِ الْخَيْلُ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِطُ حَتَّى مَاتَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
وَقَالَتْ بِنْتُ الْجُلَنْدِيِّ مَلِكِ عُمَانَ حَيْثُ أَلْبَسَتِ السُّلَحَفَاةَ حُلِيَّهَا، فَدَخَلَتْ فِي الْبَحْرِ فَأَقْبَلَتْ تَغْتَرِفُ مِنَ الْبَحْرِ بِكَفَّيْهَا، وَتَصُّبُهُ عَلَى السَّاحِلِ، وَهِيَ تَقُولُ: نَزَافِ نَزَافِ، لَمْ يَبْقَ فِي الْبَحِرِ غَيْرُ قَذَافِ، أَيْ غَرْفَةً، وَالْقَذْفُ بِلُغَةِ عُمَانَ غَرْفُ الْمَاءِ.
١٣٦ - وَقَالَ فِي حَدِيثِ النَّبيِّ ﷺ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي بُرْدَةٍ، قَدْ أَعَجَبْتُهُ نَفْسُهُ، فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» .
حَدَّثَنَاهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا قُتَيْبَةُ، قَالَ: نا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: وَذَكَرَ الْحَدِيثَ