Da'if Al-Targhib wa Al-Tarhib

Naser al-Din al-Albani d. 1420 AH
25

Da'if Al-Targhib wa Al-Tarhib

ضعيف الترغيب والترهيب

Yayıncı

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

أعلم بما نتناجى، فقال عبادةُ بن الصامت: لئن طال بكما عُمُرُ أحدِكما أو كلاكما لتوشِكان أن تريا الرجلَ من ثَبَج المسلمين -يعني من وَسط-، قرأ القرآن على لسان محمدٍ ﷺ، فأعاده (^١) وأبداه، فأحلَّ حلَاله، وحرَّمَ حرامه، ونَزل عند منازِلِه، لا يَحُورُ منه إلا كما يحور رأسُ الحمار الميت (^٢). قال: فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا شدّادُ بنُ أوسٍ وعوف بنُ مالكٍ ﵄، فجلسا إليه، فقال شدادُ: إن أخوفَ ما أخاف عليكم أيها الناس لَما سمعت من رسول الله ﷺ يقول: "من الشهوةِ الخفيةِ والشركِ". فقالَ عبادةُ بن الصامتِ وأبو الدرداء: اللهم غُفْرًا، أَوَ لَمْ يَكُنْ رسولُ الله ﷺ قد حدثنا: "إن الشيطان قد يئس أن يُعبَدَ في جزيرة العرب"؟ فأَما الشهوة الخفية فقد عرفناها، هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشرك الذى تخوفنا به يا شداد؟! فقال شداد: أرأَيتَكُمْ (^٣) لو رأيتمُ رجلًا يصلي لرجلٍ، أو يصومُ لرجلٍ، أو يتصدَّق له [أترون أنه قد أشرك؟ قالوا: نَعم والله، إنه من صلى لرجلٍ أو صامَ له أو تصدقَ له] (^٤) لقد أشرك. [فقال شداد: فإني قد سمعت رسول الله ﷺ يقول:

(^١) في الأصل ومخطوطة الظاهرية: (قد أعاده)، والتصويب من "المسند" و"النهاية". (^٢) (الحورة): الرجوع: أي: لا يرجع منه بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن، كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه. (^٣) في الأصل وغيره مثل مطبوعة الثلاثة: (أرأيتم)، وهو خطأ. (^٤) زيادة من "المسند".

1 / 27