وقال القاض عياض في أشهر كتبه المتداولة بين الناس وهو الشفاء الفصل الثاني في حرمته بعد وفاته وأما حرمته النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وتوقيره وتعظيمه فهو لازم كما كان في حياته وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم وذكر حديثه وسنته وسماع إسمه وسيرته ومعاملة آله وتعظيم أهل بيته وصحابته واجب على كل مؤمن متى ذكره عنده أن يخضع ويخشع ويتوقر ويسكن من حركته فيأخذ في هيبته وإجلاله بما كان يأخذ بعينه لو كان بين يديه ويتأدب بما أدبنا الله عزوجل به وقال إبن حبيب إذا دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ركعتين بين الروضة والمنبر ثم اقصد القبر من تجاه القبلة وادن منه ثم سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثن عليه وعليك السكينة والوقار فإنه صلى الله عليه وسلم مسلم ويعلم وقوفك بين يديه وكذا قاله غيره من الأئمة قال الحافظ أبو الفرج بن الجوزي أما زيارة قبره صلى الله عليه وسلم فأحضر قلبك لتعظيمه ولهيبته وأحضر عظيم رتبته في قلبك وأعلم أنه عالم بحضورك وتسليمك وهذا الذي قالاه معروف مشهور لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يغضون أصواتهم في مسجده تعظيما له وتوقيرا وفي البخاري أن عمر رضي الله عنه قال لرجلين من أهل الطائف لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عائشة رضي الله عنها إذا سمعت دق الوتد أو المسمار يضرب في بعض الدور المطنبة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ترسل إليهم لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
Sayfa 81