Felsefeye Davet: Kayıp Bir Aristoteles Kitabı
دعوة للفلسفة: كتاب مفقود لأرسطو
Türler
124
فإنهم يتمكنون في وقت قصير من إحراز تقدم سريع نحو المعرفة الدقيقة، وهذا في رأيي دليل على سهولة تحصيل المعرفة الفلسفية. (ب56) وثمة حجة أخرى «تقول» إن جميع الناس يأنسون للفلسفة ويريدون عن طيب خاطر أن يتفرغوا لها ويتركوا كل ما عداها، وهذا أيضا دليل لا يستهان به على أن الاشتغال بها متعة، ولو كانت مجرد جهد وعناء لما فكر أحد في أن يشقي نفسه بها وقتا طويلا،
125
أضف إلى هذا أن النشاط الفلسفي ميزة كبيرة عن كل ما عداه من ألوان النشاط فلا يحتاج المرء في ممارسته إلى أي أدوات أو أمكنة خاصة، بل حيثما وجد على الأرض إنسان يهتم «بأن ينصرف» إلى التفكير، فقد وجدت لديه كذلك القدرة على الإمساك
126
بالحقيقة كأنها حاضرة (بين يديه). (ب57) هكذا نكون قد أثبتنا أن في الإمكان أن يهب الإنسان حياته للفلسفة وأنها أعظم الخيرات جميعا، وأن من السهل تحصيلها واكتسابها ولهذه الأسباب تستحق الإقبال عليها بهمة وحماس. (ب58) نأتي الآن إلى السؤال عن المهمة الحقيقية للمعرفة الفلسفية، وعن السبب الذي يجعلنا نسعى إليها، وهذا ما أريد الآن أن أشرحه من وجهة نظر جديدة. (ب59) نحن البشر نتألف من نفس وجسم، جزء منها يسيطر والجزء الآخر يسيطر عليه،
127
أحدهما يستخدم والآخر يوجد وجود الأداة وتطبيق الجزء الذي تتم السيطرة عليه، أي الأداة، يكون دائما على علاقة محددة بالجزء الذي يقوم بالسيطرة والاستخدام. (ب60) في النفس يوجد العقل من ناحية، وهو الذي يسيطر ويسود بحكم طبيعته ويقرر شئوننا،
128
كما يوجد من ناحية أخرى ذلك الذي يخضع (ويطيع) ويقبل السيطرة عليه، ويكون كل شيء في حالة طيبة عندما يحقق كل جزء من أجزاء النفس الفضيلة
Bilinmeyen sayfa